الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 12:32 م - آخر تحديث: 05:05 ص (05: 02) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
ذكريات زمان وبذخ المكسرات.. و(القريح وعسب العيد) سيدا الموقف



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


ذكريات زمان وبذخ المكسرات.. و(القريح وعسب العيد) سيدا الموقف

الجمعة, 30-يناير-2004
المؤتمر نت : نبيل الاسيدي -
· " الأنسي " أبرز الملامح, والريف " بَرَع ونَصَع "
· فوانيس من صنع الأطفال و" سبله" للعيد من صنع الكبار ..
تيقنت تماما أن تغيير تاريخ بأكمله أسهل من تغيير قناعات كبار السن خاصة بعد لقائي بالعم ( أحمد) الذي سألته عن العيد وطقوسه وعاداته في اليمن وإذا به ينهرني بقوله " ايش من عيد هذه الأيام .. العيد الحقيقي وفرحته أيام زمان .. كان يوم محبة وتصفية النفوس وزيارة الأرحام واللقاء بالأحباب .. كان العيد للمسامحة بين الناس من الأحقاد والحسد والمشاكل ..أما عيد هذه الأيام فكله (طماش) ـ القريح ـ وتخزين قات وبس ..
عجوز أخر في الستين من عمره تضامن مع العم ( أحمد) بتأكيد ما سبق مضيفاً أن أعياد هذه الأيام لا تتعدى برامج التلفزيون وزغاريد العيد أما "اللَّمة" – اجتماع الناس ـ للاحتفال بالعيد فقد انتهت من زمان ..
قد تكون أغنية الفنان الأنسي " آنستنا يا عيد " أبرز علامات العيد في اليمن كما يقول احد الشباب والذي يؤكد أيضاً أن الإجازة والنوم والكسل وسبله العيد دائماُ ما تذكره بأن هذه الأيام هي أيام عيد فلا فرحة بملابس ولا متنزهات أو حدائق حتى إن الشباب يعتبرون العيد فرحة لصغار السن كما أن الموظفين يعتبرون العيد اجازه طويلة أبرزها سبلة العيد التي تطول إلى خمسة أيام على الإجازة الرسمية..
الأطفال وحدهم يحتفلون بقدوم العيد بطرقهم الخاصة وبفوانيس خاصة أيضا لكن من العيار الثقيل إذ يجمعون إطارات السيارات ويصبوا عليها البنزين ..لإشعالها احتفالا بهذه الأيام .. وهذه الفوانيس حلت مؤخراً بدلاً من ظاهرة "التَنصير" التي كان الناس سابقا يقيموها ابتهاجا باحتفالاتهم وهي جمع الكثير من الحطب الذي يخلط مع الرماد ويعجن بمادة القاز ليتم إشعاله في الأماكن المرتفعة ، وكما تميز الأطفال باستقبالهم العيد فهم أيضاًً يتميزون بـ(حرق دم الآخرين ) من خلال إقلاق وإزعاج عامة الناس وأجهزة الأمن على حد سواء بغزوهم الهدوء بأصوات " الطماش" ـ القريح ـ والذي يكون سيد الموقف في الكثير من المشادات بين الأسر والأطفال من جهة وأجهزة الأمن التي ملئت بتحذيراتها كل وسائل الإعلام من جهة أخرى ..
" عيد مبارك يا عموا.." وحدها هذه الجملة أحب شيء لأطفال العيد والتي تجعلهم يتمنون المزيد من الأعياد ..فما أن يطل العيد حتى يرتدي الأطفال ثيابهم الجديدة بعد سهر المشتاق ليطوفوا بالبيوت والجيران وأهل الحارة بمجموعات صغيرة لتلقي هذه الجملة ولتكافأ عليها بـ" عسب العيد" والتي من خلالها يجمعون مبالغاً من المال والهدايا لم يكن للكبار أن يحلموا بها, كما يقول الأطفال " مادام في عيد.. ضروري من عسب " ..
إذا كنت تريد أن تتعرف على أعياد أيام زمان عليك بالعودة إلى القرى والريف .. فالكثير منهم مازال يمارس طقوس العيد بزيارة الأرحام بعد الصلاة مباشرة والاجتماع ببقية الناس للحديث والتسامح وعقد السباقات بين الشباب والخروج للتنزه في طرقات وسهول قراهم المختلفة وكذلك إقامة الأعراس للشباب بشكل جماعي لتكون الفرحة فرحتين مع دقات الدفوف وطلقات الرصاص والقريح بحرية في حين تخلو المدن الرئيسية كصنعاء وتعز والحديدة من سكانها الذين يفضلون الاحتفال بالعيد في قراهم وبين أهليهم إلا أن الأوضاع في الآونة الأخيرة حالت دون أن يتمتع الكثير من اسر المدينة بفرحة ونكهة أعياد الريف.. حيث يقول محمد الظاهري من أبناء محافظة صعده للعيد في ريف صعده مذاق خاص لا تتمتع به المدينة فما أن ينتهي الناس من صلاة العيد حتى تبدأ مرحلة جديدة تتمثل في التزاور الجماعي إذ يقوم شخص بالذهاب للسلام على جاره الذي يخرج معه للسلام على الجار الثالث وهكذا حتى يخرج رجال القرية كلها للسلام على أخر شخص فيها ومن ثم يجتمعون حتى الظهر للرقص واللعب وبعدها يكون مقيل القات جماعياً كما أن الكثير منهم في ثاني أيام العيد يحملون الكثير من أمتعتهم ليخيموا في منطقة تسمى ( جبل أم ليلى) عند وديان الماء و يقوموا بتبادل الرقصات الشعبية وبالذات رقصات " المثلوت والواسي" وكذلك يؤدون رقصة " البََرَع " التي تتميز بها محافظة صعدة ويتخلل هذا الاجتماع العديد من الفعاليات منها القنص و" النَصَع " أي التنشين على هدف محدد ويتبارى فيه الشباب والشيوخ وفي الغالب يستمر هذا المخيم يومين وأكثر خاصة إذا جاء إلى المنطقة أناس من قرى أخرى وتكون ليالي هذه المخيمات عبارة عن " مسمر" يتبادل فيه المجتمعون الأشعار والأهازيج والزوامل .. هذا هو عيد الريف الذي تشترك فيه كافة المحافظات اليمنية وهو ما يتمناه الكثير من أبناء المدن ..
النساء أيضا جزء مهم في العيد لأنهن يمتعن الآخرين بما تجود به أياديهن بعد عناء طويل في المطابخ بالكثير من المأكولات التي تصنع خصيصاً في المناسبات أمثال بنت الصحن والرواني والعديد من أنواع الحلويات الزاخرة بكم وافر من المكسرات التي تزدهر تجارتها في أيام العيد أمثال الفستق واللوز والزبيب والجوز وغيرها من المكسرات التي تدخل في حلويات وهدايا العيد فإذا كنت ممن يسكنون صنعاء فعليك أن تختار هدية من الزبيب والفستق واللوز أما إذا كنت من ساكني مدينة تعز فالهدية من الأجبان والحلوى (الهريس) و(المشكل) .. وهكذا يتبادل الناس منتجات مناطقهم بشكل مكثف في هذه الأيام ..
" العيد .. عيد العافية " مقولة تتردد دائماً على السنة البعض من أبناء اليمن الذين يعبرون بها عن عدم استطاعتهم شراء حاجيات العيد من ملابس ومكسرات والكثير منهم يتلفضون بهذه الجملة محاولين إقناع أنفسهم أن قدوم العيد هم وأطفالهم وأسرهم يعيشون بحالة جيدة وصحتهم متعافية أكبر مغنم بالنسبة لهم وكأن العافية قوتهم والوحيد من الملابس والمأكولات والكماليات وبذلك يصبح العيد في اليمن يتأرجح ما بين بذخ المكسرات والأغنياء وعيد عافية الفقراء ..

comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

محمد "جمال" الجوهريقراءة متآنية لمقال بن حبتور (مشاعر حزينة في وداع السفير خالد اليافعي)

28

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالسِياسِيُون الحِزبِيُون الألمَان يَخدعون ويَكِذِبُون ويخُونُون شعبهم

22

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024