المؤتمرنت - وكالات - اقترحت حركة “حماس” تشكيل حكومة وحدة مع حركة “فتح” وفصائل أخرى للخروج من الأزمة الداخلية. وصرح متحدث باسم “حماس”، أمس، في قطاع غزة أن تشكيل حكومة وحدة وطنية من شأنه الدفاع عن الشعب الفلسطيني وحقوقه. يأتي هذا التصريح ليؤكد رفض “حماس” للاقتراح المصري بتشكيل حكومة انتقالية من التكنوقراط على أساس الكفاءة وليس الانتماء الحزبي.



وكانت مصر قد اقترحت تشكيل هذه الحكومة الانتقالية تمهيدا للإعداد لانتخابات برلمانية مبكرة ووضع اللوائح المنظمة لعمل الأجهزة الأمنية الفلسطينية.



في غضون ذلك، تتواصل الاتهامات المتبادلة بين “فتح” و”حماس” التي حملت السلطة مسؤولية إفشال لجنة إطلاق المعتقلين السياسيين. وقال المتحدث باسمها فوزي برهوم في بيان صحافي، أمس، “إن عدم تجاوب الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية مع لجنة الإفراج عن المعتقلين السياسيين لا يخدم حالة التوافق ولا يهيئ أجواء هادئة لإنجاح الجهد المصري للحوار”. واعتبر برهوم أن “استمرار دعم وتدريب وتسليح أجهزة أمن السلطة يأتي بأوامر أمريكية و”إسرائيلية” من أجل قمع وتصفية المقاومة وحماية الاحتلال”، في إشارة إلى ما أوردته وسائل إعلام فلسطينية و”إسرائيلية” حول توجه 500 عنصر من قوات أمن السلطة خلال الايام الماضية للأردن للتدريب على أيدي خبراء أردنيين وبتمويل وإشراف أمريكي.



من جانبه اعتبر المتحدث باسم “فتح” فهمي الزعارير، أن استمرار ما أسماها “مليشيات حماس” باحتجاز محافظ خان يونس وعضو وفد “فتح” لحوارات القاهرة، د.أسامة الفرا “دليل صارخ على قرار حماس إفشال الحوار، وكل مسعى لإنهاء الانقلاب والانقسام”. وقال الزعارير إن الفرا “مختطف” منذ 50 يوما، وشدد على أن “محاولات حماس إجهاض الحوار قبل أن يبدأ تدلل على مخطط ثابت لديها باستمرار الانقلاب والانقسام، وترسيخ الانفصال بين الضفة والقطاع” داعيا إلى ضرورة الإفراج عن كل المعتقلين السياسيين.



في المقابل، رفض المتحدث باسم “حماس” سامي أبو زهري تصريحات الزعارير، ووصفها ب “الفارغة” وأنها تحاول التعمية على موقف “فتح” غير الجاد من الحوار. وقال أبو زهري “إذا كان الزعارير منزعج من أجل استمرار اعتقال شخص فعليه ألا يتناسى أكثر من 300 شخص من أبناء (حماس) في سجون سلطة رام الله، واستمرار الاعتقالات اليومية دون استثناء حتى للنساء”.



وفي القاهرة قال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين في الجامعة العربية السفير محمد صبيح إن هناك تجاوبا كبيرا من الفصائل الفلسطينية التي حضرت للقاهرة، مع الجهود العربية والمصرية في عملية المصالحة. وحول إمكان تشكيل حكومة بمشاركة كل القوى، أجاب “إننا نحترم الإجماع الفلسطيني والأمر متروك للتوافق الفلسطيني من دون اعتبار لأي شيء خارجي، لأن الأساس هو الموقف الفلسطيني الموحد”.