المؤتمرنت - أعلن المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية جون ماكين اليوم الأربعاء أنه سيعلق أنشطة حملته الانتخابية، وطالب بتأجيل المناظرة مع منافسه الديمقراطي باراك أوباما، وذلك من أجل "التفرغ للمساعدة في خطة إنقاذ وول ستريت".

إلا أن أوباما سارع إلى رفض دعوة ماكين بتأجيل أول مناظرة تلفزيونية بينهما قائلا: "إنه الوقت المناسب تماما الذي يحتاج فيه الشعب الأمريكي ليسمع من الشخص الذي سيكون مسؤولا في غضون حوالي أربعين يوما تقريبا عن التعامل مع هذه الفوضى العارمة."

وتابع أوباما قائلا: "برأيي إن الأمر أهم من أي وقت مضى أن نقدم أنفسنا إلى الشعب الأمريكي ونصف له إلى أين نريد أن نمضي بالبلاد وبالاقتصاد."

إنه الوقت المناسب تماما الذي يحتاج فيه الشعب الأمريكي ليسمع من الشخص الذي سيكون مسؤولا في غضون حوالي أربعين يوما تقريبا عن التعامل مع هذه الفوضى العارمة

باراك أوباما، المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية
وأردف بقوله: "سيكون جزءا من عمل الرئيس أن يتمكن من التعامل مع أكثر من أمر وقت واحد."

من جهتها، أصدرت جامعة المسيسيبي، التي ستستضيف المناظرة بين ماكين وأوباما، بيانا قالت فيه: "نتوقع أن تمضي المناظرة قدما كما كان مخططا لها أن تكون."

كان سناتور أريزونا قد قال في بيان وزعه على الصحفيين إنه سيعلق حملته الانتخابية يوم غد الخميس ويعود على جناح السرعة إلى العاصمة واشنطن للمساهمة في وضع تصور فعال وسريع لمعالجة أزمة النظام المالي الأمريكي.

ودعا ماكين أوباما إلى اللحاق به، قائلا إنه تحدث إلى سناتور ألينوي بشأن تطورات الأزمة المالية في البلاد، وطلب منه الموافقة على تأجيل أول مناظرة تلفزيونية بينهما في إطار حملة الانتخابات الرئاسية الحالية.

قد حان الوقت لكلا الحزبين أن يتوحدا بشأن قضية حل هذه المشكلة

وقال ماكين إنه لا يعتقد أن الكونجرس سيجيز الخطة في صيغتها الراهنة التي كان البيت الأبيض قد أعلن عنها الأسبوع الماضي من أجل إنقاذ وول ستريت، والتي ستبلغ كلفتها حوالي 700 مليار دولار أمريكي.

تجاوز الأحزاب
كما حث ماكين الرئيس الجمهوري جورج دبليو بوش، وهو الذي كان قد اقترح الخطة المذكورة، إلى الدعوة إلى اجتماع يضم ممثلين عن الحزبين الجمهوري والديمقراطي وأعضاء في الكونجرس للسعي للوصول إلى اتفاق مشترك وسريع بشأن الخطة.

وقال: "لقد حان الوقت لكلا الحزبين أن يتوحدا بشأن قضية حل هذه المشكلة."

وتعليقا على خطوة ماكين المفاجئة، قال بيل بورتن، المتحدث باسم حملة المرشح الديمقراطي باراك أوباما: "إن ماكين أقدم على تعليق حملته من جانب واحد وذلك بعد لحظات فقط من الاتفاق مع المرشح الديمقراطي على اتخاذ خطوة مشتركة من قبل المرشحين."

أوباما المبادر
وأكد بورتن أن أوباما هو من كان قد بادر في وقت مبكر من اليوم الأربعاء بالاتصال شخصيا بماكين عبر الهاتف وطرح عليه مبادرته المتعلقة بإنقاذ النظام المالي في البلاد وإصدار بيان مشترك في هذا الخصوص.

وأضاف قائلا: "في تمام الساعة الثامنة والنصف هذا الصباح، اتصل السناتور أوباما بالسناتور ماكين وسأله إن كان يود الانضمام إليه بإصدار بيان مشترك يحددان من خلاله أفكارهما ومبادئهما المشتركة وشروطهما المتعلقة بخطة الإنقاذ التي اقترحتها وزارة الخزانة، ويحثان عبرها أيضا الكونجرس والبيت الأبيض للتصرف بروح تتجاوز إطار الحزب الواحد من أجل تمرير الخطة."

وتابع المتحدث الديمقراطي قائلا: "وفي تمام الساعة الثانية والنصف من بعد الظهر، رد السناتور ماكين على دعوة أوباما مؤكدا موافقته على الانضمام إليه في إصدار بيان مشترك تعمل الحملتان حاليا معا على دراسة تفاصيله."

بيان ماكين
وفي بيان تلاه على الصحفيين في مدينة نيويورك، كان ماكين قد حذَّر من العواقب الوخيمة التي يمكن أن تنجم عن عدم تصرف الكونجرس بسرعة عاجلة لمعالجة الأزمة، حتى وإن كان كل من مجلسي النواب والشيوخ والبيت الأبيض عاكفين على البحث الجاد والشاق لإيجاد سبل للتوصل إلى اتفاق بشأن خطة الإنقاذ المذكورة.

إن ماكين أقدم على تعليق حملته من جانب واحد وذلك بعد لحظات فقط من الاتفاق مع المرشح الديمقراطي على اتخاذ خطوة مشتركة من قبل المرشحين

وقال ماكين: "إن لم نتصرف بسرعة، فإن ما تبقى من مصداقية وإئتمان لدينا سيتبخر، مع ما يمكن أن يجر ذلك من عواقب وخيمة على اقتصادنا. إن الناس لم يعودوا بقادرين على شراء المنازل وستصبح مدخرات عمرهم في خطر."

وأردف السناتور الجمهوري قائلا: "لن يكون لدى الشركات ورجال الأعمال أموال كافية لكي يدفعوا رواتب وأجور موظفيهم وعمالهم. وإن لم نتصرف بسرعة، فلن تسلم أي زاوية أو جزء من بلادنا من آثار الأزمة، وهذا ما ليس بوسعنا أن ندعه يحصل."

في غضون ذلك، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس بوش سيوجه خطابا الليلة إلى الشعب الأمريكي بشأن الخطة التي كانت قد طرحتها إدارته الأسبوع الماضي لمواجهة واحتواء الأزمة المالية في البلاد.

بولسون يقبل بالشروط
من جانبه، قال هنري بولسون، وزير الخزانة، إنه سيقبل مطالب منتقديه من كلا الحزبين الرئيسيين في البلاد بشأن تحديد المبالغ التي سيتم دفعها إلى المدراء التنفيذيين في وول ستريت، والذين ستستفيد شركاتهم من خطة الإنقاذ المُقترحة.

وقد خاطب بولسون اللجنة المصرفية في مجلس الشيوخ قائلا: "إن الشعب الأمريكي غاضب بشأن قضية التعويضات التي تُدفع للمدراء التنفيذيين، وهو محق بذلك."


وأضاف قائلا: "يتعين علينا إيجاد سبيل لمعالجة هذا الأمر عبر الخطة، وذلك دون التقليل من فعاليتها."

تخفيف العبء
وفي وقت سابق من اليوم الأربعاء طالب بن برنانكي، رئيس البنك الاحتياطي الأمريكي (المصرف المركزي)، بضرورة أن يدعم السياسيون خطة الإنقاذ من أجل تخفيف الضغط والعبء على الأسواق المالية.

وقال برنانكي: "إن الاقتصاد الأمريكي سيواجه مصاعب جمة في حال التقاعس عن اتخاذ إجراءات ملائمة وفعالة".

وفي أعقاب جلسة عقدها مجلس الشيوخ يوم أمس الثلاثاء واستغرقت 5 ساعات لبحث الأزمة، أعرب بعض الأعضاء عن تشاؤمهم البالغ بشأن إمكانية التوصل إلى حل يستطيع انتشال اقتصاد البلاد من أزمته الراهنة.

وفي تطور متصل، ذكرت التقارير أن مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" فتح تحقيقيا حول شبهات بوقوع عمليات نصب واحتيال داخل الشركات المالية الأمريكية العملاقة "ليمان براذرز" و"إيه آي جي" و"فاني ماي" و"فريدي ماك".


*بي بي سي