المؤتمرنت - ليس هذا عنواناً لفيلم فكاهي على غرار «حشّش وقُدْ» Kiff and Drive للممثل الألماني تيل شفايغر، وإنما دراسة علمية معتبرة تدعمها سلطات الاتحاد الأوروبي تجريها جامعة ألمانية عريقة تعد من أعرق جامعات أوروبا والعالم.

الدراسة ذات العنوان المثير ستضطلع بها جامعة فورتسبورغ (أسّست لأول مرة عام 1402 وأعيد تأسيسها عام 1582) في شمال ولاية بافاريا بجنوب ألمانيا، وهي تتعلق بدرس تأثير الحشيشة على قدرات الإنسان أثناء قيادة السيارة، ومن أجل ضمان الحصول على ما تحتاج إليه من متطوعين اضطرت الجامعة الوقورة إلى تعميم إعلان تعلن فيه عن حاجتها إلى 170 «حشاشاً» متطوعاً. ووفق مصادر الجامعة سجل أكثر من 5000 «حشاش» أنفسهم كمتطوعين للتجربة حتى الآن، وينهمك فريق البحث حالياً في عملية اختيار 170 منهم. الباحثة والطبيبة مارتينا فالتر أوضحت في تصريح لها أن الجامعة مهتمة بدراسة مدى تأثير الكحول والحشيش وبقية المخدرات على دماغ الإنسان أثناء قيادة السيارات، وهي لا تنوي تخدير المتطوعين على حسابها. كذلك شددت فالتر على أن الجامعة تبحث عن أفراد «لهم تجربة في التحشيش ولا تريد مبتدئين». وتحدثت عن شروط اختيار المتطوعين فقالت إن «المتمرسين» مفضلون على غيرهم، ولا يجوز للمتطوع أن يكون من سن تقل عن 18 سنة، وأن لا تؤثر فترة التجربة على عمله أو دراسته. كما أكدت أن جامعة فورتسبورغ ستوفر كل وسائل صيانة المعلومات بغية تجنيب المتطوعين أية مشاكل مستقبلية مع شرطة مكافحة المخدرات.

من ناحيتها، أعلنت النيابة العامة في مدينة فورتسبورغ أنها لن تحاول اختراق بنك المعلومات الإلكتروني الخاص بالجامعة بحثاً عن «الحشاشين»، وقال كريستيان شميدت ـ سومرفيلد إن النيابة العامة تتعامل مع الموضوع كتجربة علمية ضرورية، ودعا الجامعة إلى حجب المعطيات الشخصية الخاصة بـ«الحشاشين» حسب نص قانون حماية المعطيات الشخصية.

والمعروف أن القوانين الألمانية تحظر تعاطي الكحول وقيادة السيارات إلا أنها لا تضع أية حدود في قضية تعاطي الحشيشة. وتحاول جامعة فورتسبورغ، في ضوء نتائج التجربة، دفع المشرعين الألمان إلى تحريم قيادة السيارات على المحششين.