المؤتمرنت - أعلنت السفارة الأميركية في إسلام أباد الخميس أنها قررت تعليق منح التأشيرات، ووقف سائر الخدمات القنصلية الروتينية للمواطنين الأميركيين والباكستانيين، مع إجراء مسؤولين في الاستخبارات عمليات تقييم لمستوى المخاطر الأمنية التي تواجه المصالح الأميركية في ذلك البلد.

وقال مسؤول في مكتب مكافحة الإرهاب الأميركي إن المخاطر "مقلقة جداً،" غير أنه نفى وجود معلومات حول تهديدات جديدة، إلا أن مصدراً على صلة بالقضية ربطها بتفجير فندق ماريوت قبل أيام، مضيفاً أن التنظيم الذي ادعى تنفيذ العملية هدد بشن المزيد من الهجمات.

وذكر المصدر أن الاستخبارات الأميركية لم تحقق في الهوية الحقيقية لمنفذي هجوم الماريوت، وإن كانت قد أشارت إلى أن شعاراتهم تشبه شعارات القاعدة، غير أنه دعا إلى عدم الاستعجال في تحديد المسؤوليات باعتبار أن هناك المزيد من أجزاء اللغز بحاجة للتوضيح.

ولفت إلى أنه بعد تفجير الماريوت والهجوم الذي تعرضت له السفارة الأمريكية في اليمن فقد جرى الطلب من كل سفارات المنطقة إعادة النظر في إجراءاتها الأمنية، رغم أن التحقيقات لم تُظهر حتى الساعة وجود رابط بين الهجومين.

ولدى سؤاله عن احتمال أن يكون العالم أمام موجة جديدة من هجمات تنظيم القاعدة قال المصدر إنه "لا يسعه إصدار أحكام مماثلة،" لكنه أكد أنه لن يشعر بالصدمة إذا علم أن المصالح الأميركية تعرضت لهجوم جديد في المنطقة.

من جهته، قال روبرت وود، مساعد الناطق الرسمي باسم الخارجية الأمريكية، إن واشنطن قررت اتخاذ هذه الخطوات "بسبب الأجواء الأمنية الحالية في باكستان،" مضيفاً أن بلاده ستواصل متابعة الأوضاع وإجراء عمليات التقييم وفقاً لتطورها.

لكن مسؤولاً رفض الكشف عن اسمع بوزارة الخارجية قال "هناك الكثير من اللغط، ومن الواضح أننا قلقون للغاية حياله.. الوضع الأمني يسبب لنا القلق وسنواصل مراقبة الأمور في الأيام القادمة."

ولدى سؤاله عمّ إذا كانت المخاوف تتضمن احتمال شن هجمات على أهداف أميركية، قال: "من الأفضل أن نعتبر أنها تهدد مصالح أمريكية،" مضيفاً أن بلاده لم تتلق بعد تهديدات واضحة.

وتحدث مسؤول آخر في وزارة الداخلية الأميركية عن القضية، فكشف أن مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI أعد تقريراً حول هجمات اليمن وباكستان، قال خلاله إنه الأمن الداخلي الأميركي ما يزال بمنأى عن أي تهديد.

غير أن التقرير اعتبر أن الهجمات كانت "متطورة" وخاصة على بالنسبة لمعايير التوقيت والاستهداف وتقنيات الهجوم.

وبالعودة إلى قرار تعليق خدمات السفارة الأميركية في باكستان، فقد أعلنت السفارة في بيان أنها ستقصر جهودها على الأمور الطارئة، داعياً كافة الأميركيين إلى تجنب الحشود والتظاهرات وإلى تبديل مواعيد تحركاتهم والطرق التي عادة ما يعتمدونها.

ويطلب البيان ممن يرغب في إجراء معاملات عبر السفارة مراجعتها بعد عطلة عيد الفطر، كما يحظر على كافة المسؤولين الحكوميين في القنصليات الأميركية ارتياد الفنادق الكبرى في لاهور وإسلام أباد وبيشاور وكراتشي.

وجاء القرار الأميركي بعد الهجوم الدموي الذي أودى بحياة 50 شخصا من ضمنهم عسكريان أميركيان ، واستهدف السبت فندق ماريوت في العاصمة إسلام أباد.

أخلت السلطات الباكستانية الخميس مطارا دوليا في العاصمة إسلام أباد بعد ورود تحذيرات من شنّ هجوم عليه. وقال القائد في شرطة إسلام أباد محمد أصغر إنّ السلطات وضعت المطار في أعلى درجات التأهب بعد تقارير استخبارات تشير إلى أنه هدف لتهديد ماثل.

وبدأت السلطات في حملة تمشيط واسعة في مختلف أرجاء المطار بحثا عن أي متفجرات.
*سي ان ان