الأحد, 14-ديسمبر-2025 الساعة: 09:36 م - آخر تحديث: 08:46 م (46: 05) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
الطمع شر ما نفع



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


الطمع شر ما نفع

الأحد, 07-يونيو-2009
سالم باجميل* - كان فيما مضى من الزمان يسمى ملوك اليمن "التبابعة". وفي عهد أحدهم اشتدت شوكة اليمنيين وعظم شأنهم على مستوى جزيرة العرب وشرق أفريقيا، ودانت لكلمة ذلك التبع رقاب الملوك والأمراء، وخضعت له رؤوس العشائر والقبائل في بلده وسائر بلدان الجوار.
ثم أن مدوني تاريخ الزمان الماضي يذكرون أن ذلك التبع قد اعتراه قدر كبير من الزهو والغرور بما حباه الله وشعبة من عزة ومنعة وقدر بين حكام وشعوب ذلك الزمان، حيث يروى أنه قال ذات يوم لخاصته من القادة المقربين السياسيين والعسكريين: "من أقوى من دولة في هذا الزمان؟!". قالوا: "إيران أيها التبع". قال: "فلنبدأ بها". مع العلم أن إيران في ذلك الزمان كانت تناطح روما في الشرق، وتماثل أميركا من حيث القوة في يومنا هذا؛ ولكن زهو وغرور ذلك التبع جعله لا يرى الحقائق كما هي في الواقع. وما كان من القادة السياسيين والعسكريين إلا أن أخذوا يهيئون ويعدون ما أمروا به. ولما استكملوا ترتيب أنفسهم بالسلاح والمؤن أمروا بالتحرك باتجاه إيران كهدف للغزو والاحتلال.
وفي منتصف الطريق طفق (العقلاء) السياسيون من شيوخ العشائر والقبائل يتساءلون مع أنفسهم عن إمكانيات النصر وجدواه بالنسبة لليمن واليمنيين. ثم إن مضمون الحديث تسرب إلى العلن بينهم حتى صار شائعاً ومتداولاً بينهم. وهكذا حصل التفاهم بينهم على وضع إجراءات عملية للخلاص من غرور وزهو ذلك التبع، عن طريق إغراء أخيه بتنفيذ المؤامرة وإحلاله في مكانه حاكما على اليمن من بعدة.
وهكذا اهتدوا إلى فكرة أن يعرضوا الأمر على الأخ ليروا ماذا سيكون رد فعله. لكن الرجل انبهر بالجلوس على كرسي الحكم وأعطى موافقته على تنفيذ مخطط المؤامرة. وسر القادة السياسيون والعسكريون بما اعتبروه دنو ساعة الخلاص من ذلك التبع الممتلئ بالزهو والغرور –حسب وجهه نظرهم– بما هو فيه من ملك وعز، ولكنه يتطلع إلى امتلاك العالم بأسره.
ولما حسموا أمرهم بينهم في خفاء من الجند، وهموا بمسألة التنفيذ، فوجئوا بأن أحدهم يرى غير ما يرون في هذا الأمر؛ فآثر دهاة المتآمرين التواصل والتحاور معه للإطلاع على موقفه النهائي.
ولما سألوه عن ذلك قال: "تالله ما قتل أخ أخاه إلا ابتلاه الله بالكآبة والحزن مدى الحياة".
وبرغم تسليم أولئك النفر المتآمر بصحة ما قاله القائد الرعيني، إلا أنهم فضلوا المضي في تنفيذ المؤامرة كي يتخلصوا من التبع، المغرور على حد قولهم، ولا بأس في ما بعد من القبول بما يقدره القادر.
فلا يسألن أحد أحدا عما كان من قتل الأخ القائد أخاه التبع والجلوس على كرسيه حاكما مطلقاً لليمن. ولنسأل الزمان عن دورته الطبيعية حتى يقول لنا إن القاتل الحاكم قد صار يشكو من الأرق والكآبة والمخاوف التي تساور نفسه الأمارة بالسوء، فشكا حاله إلى أحد عرافي وكهان ذلك الزمان، فأشار عليه بألاَّ شفاء له إلا بقتل من أشار إليه بقتل أخيه.
وهكذا أخذ التبع قاتل أخيه بفصل رؤوس المتآمرين الذين أشاروا بقتل أخيه الواحد تلو الآخر، وصحبه ينظرون حتى جاء دور القائد الرعيني، فقال للتبع: "لقد وضعت لديك جلداً أمانة فيه كتابة، أطلب منك الآن أن تمهلني حتى تقرأها على الملأ من الحاضرين لديك وستجدني بعدها رهن إشارتك فيما تريد".
وفي الحال جيء بالجلد الذي به الكتابة وفتحه التبع وأخذ يقرأ:
إلا من يشتري سهرا بنوم سعيد من يبيت قرير عين
فإن تك حمير غدرت وخانت فمعذرة الإله لذي رعين
فعفا عنه التبع وأثنى عليه واحتفى بمقامه، لإخلاصه، وأكرمه أيما إكرام.
فهل يجد من بين رجال اليمن اليوم من يستحق من يقال عنه إنه أحد أحفاد ذلك القائد الرعيني؟!
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العاميومٌ مجيدٌ

29

إبراهيم الحجاجيتمكين الكوادر الكفؤة حتمية نتائجها نجاح تام

14

أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتوركيف سيقرأ العرب ومثقفوهم بالتحديد سحب الجنسية الكويتية عن الدكتور طارق السويدان؟

12

قاسم محمد لبوزة*30 نوفمبر المجيد.. عنوان كرامة وبداية وعي جديد

30

عبدالقادر بجاش الحيدريموسوعة البروفيسور بن حبتور... حين يُرمم الفكر وجعَ الوطن المكلوم

13

حمير بن عبدالله الأحمر*شجونٌ سبتمبرية وأكـتوبرية

09

توفيق عثمان الشرعبيفي ذكرى 28 يوليو.. شراكة المؤتمر وأنصار الله خيار وطن لاصفقة سلطة

28

أحمد أحمد الجابر*آن أوان تحرير العقول

23

غازي أحمد علي محسن*لا مستقبلَ لنا إلا بالوحدة

20

محمد حسين العيدروس*الوحدة.. الحدث العظيم

20

عبيد بن ضبيع*مايو.. عيد العِزَّة والكرامة

20

إياد فاضل*في ذكرى الوحدة.. آمالنا أكبر

20

د. عبدالوهاب الروحانيالوحدة التي يخافونها..!!

20

أحلام البريهي*نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر

29

جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025