الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 02:17 ص - آخر تحديث: 02:16 ص (16: 11) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
عظمة الثورة اليمنية



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


عظمة الثورة اليمنية

الأحد, 18-أكتوبر-2009
محمد حسين العيدروس - إن عظمة هذا اليوم التاريخي 14 أكتوبر 1963م لا تكمن في فداحة الخسارة التي مني بها المحتل يوم تفجرت غضبة الجماهير من جبال ردفان الأبية، بل بعظمة المنجز الذي حققه شعبنا لنفسه على مختلف الأصعدة.. إذ أن ثورة أكتوبر كانت وليدة إرادة يمنية شجاعة لاستعادة الذات الوطنية أرضاً وإنساناً، فأنطلقت شرارتها الأولى من صنعاء في السادس والعشرين من سبتمبر 1962م وأطاحت بالكهنوت الإمامي المستبد، ثم لتواصل اشتعالها في تناغم وجداني مصيري غير مسبوق لتوجه الضربة الثانية للمستعمر البريطاني على أيدي أبناء المدن اليمنية الجنوبية في 14 أكتوبر 1963م انطلاقاً من إيمان الجميع بالترابط الجدلي بين الحالتين .

لعل المعاصرين لتلك الحقبة الثورية يدركون جيداً أن المؤامرة التشطيرية التي مزقت اليمن سياسياً لم تكن لتلغي المعطيات التكوينية لشعبنا ووطننا، لذلك ظل كل شطر يمثل عمقاً إستراتيجياً للحركات النضالية للشطر الآخر، ومثلما أطلق ثوار سبتمبر مشروعهم التنويري الفكري الممهد للتغيير من ربوع عدن، فإن ثوار أكتوبر استمدوا الكثير من مقومات المواجهة المسلحة مع قوات الاحتلال من صنعاء والمدن المحادة لمناطق النفوذ البريطاني .

وإننا اليوم حين نقف أمام المناسبة الوطنية الخالدة لثورة أكتوبر، نجد أنفسنا عاجزون عن فصل ذاكرتنا التاريخية عن توأمها السبتمبري .. سواء من حيث ظروفها أو أهدافها أو آلياتها أو توافقها الزمني لأنها في النهاية مثلت إرادة الخلاص من الموروث التاريخي السياسي القاهر، ومن الوضع التشطيري للأرض اليمنية ، والذي جعل من الهدف الوحدوي مطلباً نضالياً أساسياً حملته وثائق وأدبيات الثورتين- وظل راسخاً في الفكر الوطني للجماهير حتى بعد يوم الجلاء البريطاني من الجنوب، والإعلان عن جمهورية اليمن الديمقراطية، إذ ظلت جميع الأنظمة المتعاقبة على حكم الشطرين تجمع على المطلب الوحدوي كحقيقة تاريخية واستحقاق طبيعي يتوجب النضال والتضحية لأجله .
ربما تسببت تطورات الحياة العصرية باستحداث ثقافات وفلسفات جديدة في حياة البشرية، إلا أنها بكل تأكيد لا يمكن أن تغير المدلول المعنوي والأخلاقي للعمل النضالي الثوري، لأنه فعل متصل بالقيم الإنسانية للشعوب، وظل على امتداد العصور قرين للغيورين على أوطانهم، والمخلصين لشعوبهم، والمتطلعين للحياة الحرة الكريمة، لذلك نحن ما زلنا نفاخر برجالات الثورة رغم مرور عقود طويلة من تاريخها.. لأن العظماء هم وحدهم يصنعون التاريخ المشرق لشعوبهم، ويؤسسون آفاق مستقبل الأجيال الرحبة.. فالثورة ليست مجرد حمل سلاح، بل هي مبادئ وأخلاق وعقائد نبيلة يتحلى بها الثوار قبل حملهم البندقية، فمهما يحاول البعض اليوم السطو على هذه الصنعة العظيمة وإفراغها من قيمها الأخلاقية فإنهم سيعجزون عن ذلك حتى لو بذلوا لأجله كنوز الأرض، وذلك بسبب بسيط جداً وهو أن الذاكرة الإنسانية تعجز عن حفظ صور وأسماء أولئك المتطفلين والعابثين في الأرض، لأنهم بلا قيمة .

إن ذاكرتنا الإنسانية والتاريخية لا يمكن أن تخلد أسماء أولئك الذين يدعون للتمزق والشتات ويخربون الإنجازات الوطنية، ويتقطعون الطرق، ويعتدون على الآمنين، ويخونون وطنهم وشعبهم مقابل حفنة من المال التي يغريهم بها أعداء وطنهم.. ولا يمكن إطلاقاً تخليد أسماء أولئك الذين يكدسون أدوات الحرب والدمار والقتل لأبناء شعبهم وتخريب مدنهم، وزعزعة الأمن والاستقرار.. ونحن اليوم يجب أن نتساءل : أين قيم وأخلاقيات هؤلاء من أولئك الثوار الخالدين الذين بذلوا الغالي والنفيس وضحوا بأرواحهم من أجل حرية وكرامة الإنسان اليمني؟! وإذا كانت الثورة تعني تغيير الواقع السيئ بالأفضل فأي ثورة تلك التي يضللون الرأي العام بها إن كانت تسعى للعودة من الوحدة إلى التشطير، ومن الديمقراطية إلى الملكية والحكم الشمولي.. ومن نور العلم إلى ملالي الدجل والشعوذة.. ومن الأمن والسلام إلى زمن المجازر والاغتيالات والسحل في الشوارع .. ومن دولة المؤسسات إلى مجتمع قبلي غارق بالصراعات والثارات .

إننا جميعاً مسئولون أمام الله والتاريخ والأجيال عن صون الأمانة التي أودعها بأيدينا ثوار سبتمبر وأكتوبر، وقطع الطريق على كل من تسول لهم أنفسهم محاولة إفراغ ثورتي سبتمبر وأكتوبر من مضامينها الإنسانية والأخلاقية والتنموية .. فاليمن بلدنا جميعاً وليس من حق أي فئة إدعاء الوصاية عليها أو على بعض أجزاءها .

إن الوفاء للثورة وشهدائها ومناضليها يضع على كاهل الجميع – دولة وأحزاب ومنظمات وأفراد – مسئولية بذل قصارى الجهد المخلص لإصلاح أي أوضاع سلبية، وتنمية الممارسات الإيجابية، واستغلال كل الوسائل المكفولة دستورياً لمحاربة الفساد، والأخذ بأيدي أبناء شعبنا إلى ما فيه خيرهم وعزتهم وكرامتهم .. فلا مكان بيننا للمخربين، والإرهابيين والتشطيريين ومروجي الفتن والنعرات المذهبية.. فالجماهير اليمنية منحت ثقتها لرجل مناضل وأمين وبار بوطنه وشعبه فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح وكلها اليوم تصطف خلف قيادته الحكيمة لأنها تبحث عن الحياة الكريمة وليس حياة الذل والهوان والإرهاب التي يوهم البعض بها شعبنا بأنها مصباحاً سحرياً للفردوس المفقود .
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

محمد "جمال" الجوهريقراءة متآنية لمقال بن حبتور (مشاعر حزينة في وداع السفير خالد اليافعي)

28

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالسِياسِيُون الحِزبِيُون الألمَان يَخدعون ويَكِذِبُون ويخُونُون شعبهم

22

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024