الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 06:50 ص - آخر تحديث: 11:05 م (05: 08) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
مخاطر انفصال جنوب السودان



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


مخاطر انفصال جنوب السودان

الأربعاء, 30-ديسمبر-2009
صادق ناشر - ليس هناك شك من أن انفصال الجنوب السوداني صار يطبخ على نار هادئة.. فخلافات فرقاء الحياة السياسية في هذا البلد ذي التركيبة القبلية والسياسية المعقدة، الشبيهة باليمن، وصلت إلى حد لم يعد فيه من مجال لتعايش الجنوبيين والشماليين في إطار دولة سودانية واحدة.. والمؤشرات لا تعطي اطمئناناً من أن الجنوب سيبقى ضمن الدولة السودانية الموحدة، على الأقل وفق المؤشرات التي تتوارد من هذه الدولة العربية المليئة بالتحديات. لقد تقاتل السودانيون لسنوات طويلة فيما بينهم، وقتل الآلاف منهم وشرد مئات آلاف آخرين، وخسرت الدولة إمكانات مادية هائلة لو كانت سخرت للتنمية في كافة مناطق البلاد بدون تمييز، لما تنامت مشاعر الانفصال عند الجنوبيين، ولما وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم. فقد كانت الخلافات بين أطراف وشركاء الحياة الحزبية والسياسية في البلاد تفعل فعلها، واكتشف الجميع ـ لكن بعد فوات الأوان ـ أنهم لم يكونوا يحاربون عدواً خارجياً، بل يحاربون أنفسهم ووحدتهم. لقد كنا نسمع منذ سنوات طويلة أن الانفصال هو «خط أحمر» للسودانيين، لكننا اليوم نجد أن هذا الخط لم يعد موجوداً ـ على الأقل عند الجنوبيين. ولعل الاستفتاء الذي من المقرر أن تشهده السودان خلال الفترة القليلة المقبلة سيجيب على أسئلة تثير قلق الجميع، وأولهم العرب، حول وحدة السودان، وبقائه بلداً يتعايش فيه الشمالي مع الجنوبي، الأسود مع الأبيض والأسمر، المسلم مع المسيحي من دون فوارق ولا تمييز. ولا شك أن الانفصال هو شر للسودان الموحد، لكنه يمكن أن يتحقق بشكل سلمي، كما يخطط له بعد إجازة قانون الانتخابات من قبل البرلمان السوداني، والمرونة والتنازلات وحدها هي التي يمكن أن تبقي جنوب السودان في حظيرة الدولة الواحدة، لذلك فإن على أطراف الحياة السياسية في السودان التنازل لبعضها البعض حتى يبقى هذا البلد موحداً ورافداً من روافد الوحدة العربية. هناك مخططات خارجية تطبخ للسودان، كما هي تطبخ لليمن ولأكثر من بلد عربي، هدفها تمزيق النسيج الاجتماعي للبلاد العربية وتجريد المواطن العربي من الشعور بأهمية الوحدة وعظمتها، وهو أمر يؤكده القرآن الكريم ودساتير الدول العربية، لكن الخلافات التي تعصف بقادة العمل السياسي يمكن أن تجد لها منفذاً لتفكيك جسم الأمة العربية المتماسك. من هنا يجب على العرب قادة ومواطنين ـ أن يعوا أن الحفاظ على الأمة العربية مهمة مقدسة، عليهم أن يتنازلوا لبعضهم البعض قبل أن يأتي الطوفان ويلتهم الجميع، حينها لن يكون باستطاعة أي طرف أن يستعيد ما كان ممكناً تحقيقه قبل سنوات، ولنا في التأريخ عبرة لمن يريد أن يفهم.
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024