الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 01:41 م - آخر تحديث: 05:05 ص (05: 02) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
دور التعليم في تنمية الولاء الوطني



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


دور التعليم في تنمية الولاء الوطني

السبت, 27-مارس-2010
يوسف سلمان أحمد الريمي - • تنمية الولاء الوطني:
يُعد تعميق الولاء الوطني ضرورة إنسانية تحقق للفرد والمجتمع تماسكه واستقراره وتقدمه ، وهذا يتطلب من القائد جهداً تربوياً مقصوداً ، عن طريق إظهار الجوانب الإيجابية من تاريخ الوطن وحاضره ، وخلق روح التضحية من أجل استقراره وسلامته ، والمساهمة في جعل المواطنة التقاء لكل أنواع التعددية الثقافية والفكرية ، والتعامل مع المجتمع المدرسي بغض النظر عن أبعاد عشائرية أو اجتماعية أو طائفية، وقد جسدت ذلك سياسة التعليم في الجمهورية اليمنية.

إن معيار الالتزام بالولاء الوطني هو ما يتجسد في السلوك والتعامل وترجمته في الواقع مشاعر الاعتزاز بالانتماء إلى الوطن إلى جانب مقومات الإيثار والتضحية والدفاع عن الوطن وعن سمعته وبذل الغالي والنفيس في حماية مقدراته من أي عبث أو محاولة للنيل من أمنه واستقراره وكرامته وسيادته .

ولتعزيز منظومة الولاء الوطني يجب الاهتمام بنشر العمل المؤسسي في دوائر الدولة الرسمية والأهلية وتطبيق الدستور والتشريعات القانونية المختلفة على عموم المواطنين دون محاباة لترسيخ مبدأ العدالة والمساواة ليشعر كل مواطن بعدم التمييز بين أبناء المجتمع
امتثالاً لقوله تعالى : (( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم )) الحجرات (13) .

كما أنه يجب على كل مواطن أن يدرك أن هناك فرقاً بين العمل السياسي ، المرتكز على العمل الحزبي ، وبين الولاء الوطني ، وأن على جميع أفراد المجتمع تقدير ما تقوم به مؤسسات الدولة كالقضاء والأمن والجيش من مهام تتعلق بحفظ الأمن والدفاع عن الوطن من أي نزعات تهدف إلى خلخلة مكوناته أو أي اعتداءات خارجية ، وأن أي قصور في هذا الجانب يعني تعرض الوطن للفوضى والتدخلات التي تهدد كيانه الجغرافي والاجتماعي .

• مظاهر الولاء الوطني :
الولاء الوطني سلوك يمارس عملياً من أفراد المجتمع وللولاء الوطني مظاهر متعددة يمكن أن يوصف من يمتلكها ويمارسها بأن لديه ولاءٌ وطنيٌ .
• أهم مظاهر الولاء الوطني :
o الاحتكام للتشريعات والقوانين النافذة .
o احترام عقيدة وقيم المجتمع .
o احترام العلم الوطني والنشيد الوطني كونه رمزاً للسيادة الوطنية .
o نبذ الدعوات التي تثير العصبية القبلية و المناطقية والمذهبية .
o التطوع للدفاع عن الوطن في حالة تعرضه لاعتداء .
o التطوع في الفرق واللجان الهادفة إلى خدمة الوطن مثل :
1. الخدمة الطبية في مناطق الريف .
2. خدمة التعليم في المناطق الريفية .
3. الدفاع المدني .
4. التشجيــــــر .
5. مكافحة التصحّــــــــر .
6. المحافظة على البيئة من التلوث .
7. التوعية لتنمية الولاء الوطني بين أفراد المجتمع مثل :
الكلمة المقروءة ــ الكلمة المسموعة ـــ الشعـــــر ــــ القصــة ــ التمثيل ـــ النشيـــد .....الخ
8. عدم ممارسة السلوكيات السلبية التي تضعف الولاء الوطني مثل :
الرشوة ـــ الغش ـــ نهب المال العام ــــ العبث بمرافق الدولة ومؤسساتها ــ المحسوبية ....الخ .
التعليم والولاء الوطني :
لابد علينا نحن التربويين أن نسأل أنفسنا هل الوطن يعرف حب أبنائه ؟ هل الوطن حقاً عزيز وحبيب وغال على أهله ؟
إن حب الوطن لا يكفي أن يكون مكنوناً داخل الصدور ، ولابد من الإفصاح عنه ليس بالعبارات وحدها وإنما يحتاج إلى سلوك عملي من أبنائه يبرهن له على حبهم له وتشبثهم به وإذا كان حب الوطن فطره فإن التعبير عنه اكتساب وتعلم ومهارة فهل قدمنا لأجيالنا من المعارف ما ينمي عندهم القدرة على الإفصاح عملياً عن حبهم لوطنهم ؟

هل علمناهم أن حب الوطن يقتضي أن يبادروا إلى تقديم مصلحته على مصالحهم الخاصة ، فلا يترددوا في التبرع من مالهم من أجل مشروع يخدم مصلحته ، أو يسهموا بشيء من وقتهم أو جهدهم من أجل إنجاز مشروع ينتفع به ؟
هل علمناهم أن حب الوطن إجبار النفس على الالتزام بأنظمته حتى وإن سنحت فرصة الإفلات منها ، والالتزام بالمحافظة على بيئته ومنشآته العامة حتى وإن رافق ذلك مشقة ؟

هل دربناهم على أن يكونوا دائماً على وفاق فيما بينهم حتى وإن لم يعجبهم ذلك من أجل حماية الوطن من أن يصيبه أذى الشقاق والفرقة ؟
إنها تساؤلات إجاباتها الصادقة هي معيار أمين على مقدار ما نكنه من حب الوطن.

والتعليم يعد بمختلف مؤسساته التربوية أحد الروافد المهمة للأسس الاجتماعية الرائدة والفاعلة التي تحقق أدواراً بارزه في تكوين وبناء شخصية الفرد وتكوين ولائه لوطنه ، وتمسكه بالقيم والروابط العاطفية والنفسية تجاههما ، وذلك بما تهيئ له من نمو معرفي وعقلي واجتماعي ووجداني وبدني بما يتوفر لديها من قوى تربوية وتوجيهيه فاعلة تسهم في بناء الشخصية السوية للناشئة من خلال عدة مقومات ومنها :
1. تقديمها معرفة منظمة وسلوكيات مقننة وأنشطة تربوية مختلفة، وأدوارها المتعددة في تربية الأفراد وبناء أفكارهم وتنمية قدراتهم.
2. تأثيرها المباشر في صناعة مهارة الأجيال .
3. احتضانها الكفاءات الفاعلة عن طريق تبنيها للأسس والمبادئ والأهداف الإسلامية العامة لتحقيق غاية التعلم .

فيجب علينا غرس مبادئ التربية الوطنية منذ الصغر حتى تكبر المسئولية في نفس الطالب والطالبة في كل مرحلة عمرية ، غرس مبدأ الاعتزاز به ، وتقويه روابط الأفراد والجماعة مع بعضهم .
وإرشادهم إلى استكمال مقدراتهم لخدمة وطنهم والعمل من أجل مبدأ الاعتزاز به والذود عنه ليكون قوياً بالله عزيزاً بأهله .

الولاء الوطني يمثل تعبيراً عن طبيعة اعتزاز المجتمعات البشرية بأوطانها التي تستمد منها عناصر هويتها وتاريخها وحضارتها وسيادتها وكرامتها ، فإن هذا المفهوم لايمكن النظر إليه كمفردة عابرة تلوكها الألسن لمجرد التداول اللفظي أو تحويله إلى شعار يهدف التغطية على بواعث الانتماءات والو لاءات الضيقة للوطن .
وتعزيز دور المعلم والمعلمة في تحقيق موضوعية وغرس مفهوم الوسطية والاعتدال واحترام الآخر ومحاربة الأفكار المتطرفة

التربية مجال خصب لإغناء وتنمية الولاء الوطني لدى أفراد المجتمع كونهم يتعاقبون على الدراسة في مؤسسات التعليم بمختلف مراحله ، لذلك يجب أن تعزز المفاهيم والاتجاهات التي تؤدي إلى تنمية الولاء الوطني بالمناهج الدراسية المختلفة .

• كما أن على الإدارات المدرسية والمعلمين القيام بدور إيجابي يساعد على تنمية الولاء الوطني في نفوس الناشئة عن طريق:
1. القدوة الحسنة في تأدية واجباتهم التربوية والوظيفية .
2. توظيف الأنشطة المدرسية الصفية واللاصفية مثل :
• انتخابات رؤساء المجالس المدرسية ومجالس الفصول .
• إقامة المسابقات الثقافية والدينية والتركيز على المفاهيم التي تنمي الولاء الوطني.
• المحافظة على مرافق المبنى المدرسي والتجهيزات المختلفة .
• إقامة الرحلات والزيارات إلى الأماكن الجغرافية والتاريخية والمؤسسات الأمنية والقضائية ومجلس النواب والشورى والجامعات والمستشفيات لبيان رمزية هذه المؤسسات .
• استضافة ضيوف لإقامة المحاضرات والندوات التاريخية والدينية، والثقافية التي تعمق الولاء الوطني.
• عرض الصور والمجسمات والأفلام الوثائقية عن الثورة وما نتج عنها من نظام سياسي واقتصادي واجتماعي .
جامعة صنعاء
[email protected]
[email protected]
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

محمد "جمال" الجوهريقراءة متآنية لمقال بن حبتور (مشاعر حزينة في وداع السفير خالد اليافعي)

28

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالسِياسِيُون الحِزبِيُون الألمَان يَخدعون ويَكِذِبُون ويخُونُون شعبهم

22

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024