الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 12:55 ص - آخر تحديث: 11:05 م (05: 08) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
باراك أميركا.. مبارك مصر!!



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


باراك أميركا.. مبارك مصر!!

الإثنين, 14-فبراير-2011
سمير رشاد اليوسفي - قال عضو الكنيست اليهودي بنيامين اليعازر: إن الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك اتصل به قبل يومين من تنحّيه عن الحكم، محذراً من سوء تقدير باراك أوباما للتظاهرات التي اندلعت شرارتها من ميدان التحرير لتشمل كافة مدن مصر.. مؤكداً له أن المنطقة ستدخل في كابوس مرعب، يسيطر عليه الإسلاميون الثيوقراط بأجنداتهم الفاشيّة المتخلفة.
والواقع أن هذه الحكاية التي سردها عضو الكنيست تكشف أن "مبارك"هو من وقع في سوء التقدير،بعد أن بنى جدراً عازلاً بينه وبين شعبه آمناً من غدر الزمان، بسبب ثقته بدعم الأميركان.
ولم يدر بخلده أن الصديق الأوحد لأميركا هو مصلحتها.. ولو كان يُحسن التقدير لاتعظ من نهاية شاه إيران.. الذي ظل يتخبط من بلد إلى بلد حتى انتهى به المطاف شريداً لاجئاً - لا حول له ولا طول - في مصر المحروسة.
لقد خرج المصريون على قلب رجل واحد في تظاهرات سلميّة غير مسبوقة في التاريخ العربي والإسلامي.. كما أنها تفوقت على الثورة الفرنسيـة « الدموية» التى سبقت مصر بـ 222 عاماً ... حيث لم تحرق فيها أعلام أميركية أو اسرائيلية.. ولم تتضمن هتافات وشعارات دينية أو أيديولوجية.. كما غلب عليها تنظيم الصفوف وتفتيش المشاركين.. وتنظيف الساحات والشوارع.. مما يعني أنها مدروسة.. ومخطط لها.. وتعرف ماذا تريد.. لذا فلا عجب أن يرفض ناشطو ميدان التحرير في مصر العودة إلى منازلهم حتى الآن.. لأنهم يريدون دولة مدنية .. ويدركون أنه تم القضاء على مبارك فحسب.. وبقي النظام الذي كان يرأسه بأكمله.
لست مع من يروّج أن أميركا فوجئت بطوفان مصر.. وأنها آخر من يعلم.. فالعكس هو الصحيح.. وقد نشرت مجلة (فورين أفيرز) الأميركية - قبل ثلاثة أشهر - أكثر من مقال ودراسة حول مصر وبقية الدول العربية, خلصت إلى ضرورة إحداث تغيير ديمقراطي.. وصار بوسع الأميركان قياس رأي الجماهير في مختلف دول العالم أكثر من حكامها بسبب سيطرتهم على معظم منظمات المجتمع المدني، واختراقهم كافة وسائل البث والبحث والاتصال.. كما أن لديهم مراكز ودراسات تقيس اتجاهات المستفيدين من خدمات التواصل الاجتماعي عبر الانترنت.. ويندر أن تجد ناشطاً سياسياً ليس له علاقة بأميركا بشكل أو بآخر
ولعل المصري الشاب خبير الانترنت “وائل غنيم” المتزوج من أميركية، أنموذج حي لهؤلاء الناشطين، والقائمة تطول.. ولا يعني هذا أنه ورفاقه عملاء وخونة, بقدر ما يؤكد أنهم تجاوزوا حكوماتهم في التواصل الفعال مع الأميركان.
لم يتوقع مبارك أن يأتي يوم يرفع فيه أبناء شعبه الأحذية في وجهه.. اتكالاًً منه على تقارير مضللة، وارتكاناً على تاريخه العسكري المشرّف، وسياسته التي لا تختلف عن سياسة سلفه السادات، المستمدة شرعيتها من الجيش.. مثله مثل عبدالناصر، الذي جمّد العمل بالدستور، وأمم الممتلكات، وحكم بقانون الطوارىء، وأودع نصف (الإخوان المسلمون) المعتقلات.. ويزيد عليه أنه رجل أميركا الأول في المنطقة.. والصديق الحميم لإسرائيل.. علاوة على أنه في بلد لا يعتزل فيه سوى الفنانين ولاعبي كرة القدم!!.
والمغزى أن على حكّامنا المراهنة على شعوبهم فقط من خلال الاطلاع عن كثب على متطلباتهم وإنجاز ما يستطيعونه من طموحاتهم، وحاجياتهم، فالشارع العربي اليوم لم يعد يثق بالأحزاب, سواء أكانت في السلطة أم في المعارضة.. والأجدى أن يتّجه الحكام بمبادراتهم صوب الشعوب باعتبارها صاحبة المصلحة الحقيقية، والمصدر الرئيس للسلطات.
وفي هذا الشأن لا أجد حرجاً في مطالبة رئيس الجمهورية بتجاوز قيادات المشترك.. التي مازالت تعيش حالة من التوجس والريبة تجاه مبادرته الأخيرة.
والأفضل أن يتحول بها من (مبادرة) إلى مشروع حقيقي، يفضي إلى دستور جديد, يواكب العصر، ويتضمن المستجدات التي طرحها خلال التقائه أعضاء مجلسي النواب والشورى، وحظيت بترحاب محلّي ودولي كبير، ولا بأس من تشكيل لجنة لإنجاز ذلك من الاختصاصيين في القانون الدستوري، يتصف أعضاؤها بالحيدة والنزاهة والتجرّد والوطنية.
إن علي عبدالله صالح لم يعد لديه ما يخفيه، أو يخافه.. كما أنه ليس بحاجة إلى مظاهرات في الشوارع تؤيده وتدعمه.. فلقد كان سبّاقاً في احتواء كافة الأحزاب بمختلف توجهاتها، لم يمنع حزباً.. ولم يقمع صوتاً.. ولم يحكم بقانون الطوارىء.. ولا يخطط للتوريث.. ولا يسعى إلى الحكم المؤبد.. ولديه اليوم فرصة تاريخية للتغيير.. ودخول التاريخ من أوسع أبوابه!.
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024