الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 06:44 م - آخر تحديث: 06:16 م (16: 03) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
المستنقع العراقي.. خمسة أخطاء فادحة لواشنطن..!



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


المستنقع العراقي.. خمسة أخطاء فادحة لواشنطن..!

الأحد, 11-أبريل-2004
المؤتمر نت-متابعات-يفجيني بريماكوف * - «هكذا جاء العراق بعد أفغانستان والبلقان والشيشان قبلة للإرهابيين والمرتزقة، ولكن من الصعب الربط بينهم وبين المقاومة»
مضى عام ونيف منذ بدء احتلال العراق، لكن كم من الأحداث الكثيرة التي جرت خلال مثل هذه الفترة الوجيزة. ومن الممكن هنا تناول انهيار مجموعة كبيرة من حسابات الولايات المتحدة الأميركية.
فعلى صعيد الخطأ الأول كانت واشنطن في حاجة إلى «برهان» لا يرقى إليه الشك. إلى أدلة دامغة تبرر قرارها حول احتلال العراق رغما عن إرادة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي. لقد كانوا في واشنطن يعتقدون أن ما يقومون به سوف يلقى في نهاية المطاف تقديرا إيجابيا وكأن العراق يمتلك أسلحة الدمار الشامل، فيما إذا كان خبراء الأمم المتحدة لم يعثروا على شيء فكأن ذلك يعود الى عدم قدرتهم على البحث بشكل جيد. في المقابل وكأن جنود الولايات المتحدة وحين يدخلون ارض العراق فإنهم لا بد وان يعثروا على تلك الأسلحة ليثبتوا للعالم بأسره مدى مسؤولية وشفافية أولئك الذين اصدروا أمر احتلال هذا البلد. فماذا كانت النتيجة؟
لقد قرر الجنرال ديفيد كاي رئيس مجموعة المفتشين العسكريين الأميركيين الاستقالة بعد أن استغرقت عملية البحث عن أسلحة الدمار الشامل شهوراً طوالاً داخل الأراضي العراقية، وقد اقدم على اتخاذ مثل هذا القرار، على ما يبدو، حتى يتسنى له الحصول على حرية التصريح علانية بأنه لم يستطع العثور في العراق على شيء، مما قد يثبت وجود أسلحة نووية أو كيماوية أو بيولوجية في هذا البلد.
وعلى صعيد الخطأ الثاني، فثمة من صوّر احتلال العراق أمام الرأي العام بأنه خطوة مهمة في النضال ضد الإرهاب الدولي. لقد ضيع الذين دبروا عملية الاحتلال الكثير من الجهد من أجل ترويج فكرة ارتباط النظام العراقي مع «القاعدة»، أي بتلك المنظمة الإرهابية التي دبرت ونفذت الجريمة الدموية في الحادي عشر من سبتمبر 2001.
لقد تسبب النظام السابق في بغداد، وبغير شك، في الكثير من الشرور لشعبه والبلدان المجاورة، لكن أحدا لم يعثر على أي دليل يؤكد ارتباط هذا النظام مع «القاعدة». وعلاوة على ذلك، حتى اذا افترضنا ان الذين قاموا بالعملية العسكرية في العراق كانوا يستهدفون التخفيف من حدة الإرهاب الدولي، فلم يستطع هؤلاء تحقيق ما كانوا يصبون اليه. فقد تحول العراق بعد الاحتلال الى أحد مراكز المجموعات الإرهابية الدولية. وهكذا يجيء العراق في أعقاب أفغانستان والبلقان والشيشان، حيث يقصده الإرهابيون المرتزقة من ممثلي مختلف المنظمات الدولية، في محاولة للعثور على «وكر» يحميهم. ومن الصعب الربط بين هؤلاء وبطبيعة الحال وقوات المقاومة.
أما الخطأ الثالث فيجيء من حساب أن الشعب العراقي سيرحب بقوات الاحتلال بوصفها قوات تحرير. لكن الواقع حوّل «الترحيب» إلى مقاومة مسلحة يتسع نطاقها ليشمل فئات جديدة من الشعب العراقي. ولعل الشعب العراقي اعتبر الاحتلال الأجنبي للبلاد شرا أكثر حتى بالمقارنة مع النظام السابق في بغداد. لقد كان ثمة من يتصور انحسار المقاومة بعد اعتقال صدام حسين. وهذا لم يحدث، مما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان الفئات العريضة من الشعب العراقي التي لا تقبل الاحتلال الأجنبي هي التي تناهض وبالدرجة الأولى قوات الاحتلال وليس أنصار النظام المخلوع.
ويجيء الخطأ الرابع في استناد البيت الأبيض، فيما يبدو، على ان إعادة بناء العراق لن تشكل صعوبات تذكر، فاعتمد في البداية على المهاجرين السياسيين الذين غادروا البلاد إبان سنوات نظام صدام حسين والذين يعتقدون انهم سيقودون ماكينة الدولة المدعوة إلى بلوغ استقرار الأوضاع في البلاد، وكانت النتيجة ان أولئك المهاجرين السياسيين عادوا، ولكنهم، وكما اتضح لاحقا، ركزوا نشاطهم على الصراع فيما بينهم بينما بدا دورهم في تسيير أمور البلاد ضئيلا نظرا، وببساطة لأن أيهم لا يملك سندا شعبيا.
أما الخطأ الخامس فيكمن في انه، بعد أن اصبح واضحا أن المهاجرين العائدين لا يصنعون مناخا مواتيا، في الوقت الذي استند فيه الصراع ضد قوى الاحتلال إلى «الثلاثي السني»، ظهر من حاول اللجوء إلي الشيعة العراقيين في محاولة «لتحييد» السنيين. وللحقيقة فقد كان الشيعة العراقيون، الذين يشكلون غالبية سكان العراق، إبان حكم صدام حسين مكبوتي الحريات. ولذا فقد اعتقدت القوى التي أطاحت بنظام صدام حسين تحديدا في إمكانية الاعتماد على دعم الشيعة. غير ان الأمر لم يكن بسيطا الى هذه الدرجة، فقد تنامت بين السكان الشيعة مشاعر عدم مهادنة الاحتلال الأجنبي، ولذا فإن الانتفاضة الشيعية التي نشهدها خلال هذه الأيام تؤكد ان الأوضاع في العراق تتحول الى مستوى نوعي جديد.
وأخيرا فها هو تدهور الأوضاع في هذه البلاد ماثل للعيان، وربما يسفر عن انفراط تكامل العراق، الأمر الذي ينذر بالخطر الدائم الذي يهدد الأمن والسلام. فالعراق يتحول الى لغم قد يفجر كل منطقة الشرق الأوسط، ولعله من المثير للمخاوف في مثل هذا الصدد رد فعل الولايات المتحدة تجاه التحول الذي طرأ على الأحداث في العراق. فاعتبار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، مثلا، خارجا عن القانون، وإصدار أمر اعتقاله، وكذلك العمليات التأديبية في الفلوجة والناصرية، يمكن أن يصب المزيد من الزيت على النار. ولعل المخرج الوحيد من مثل هذا الوضع العصيب يمكن أن يتمثل في بعثة الأمم المتحدة. كبديل لنظام الاحتلال. وكان كوفي انان الأمين العام للأمم المتحدة قد زار موسكو خلال الأيام القليلة الماضية وتأكدت من خلال حديثي معه انه أيضا يأمل في أن تستطيع الأمم المتحدة القيام بما من شأنه المساعدة في تحقيق الاستقرار هناك.
غير أن استبدال نظام الاحتلال في العراق ببعثة الأمم المتحدة لا يمكن أن يتم بين عشية وضحاها نظرا لأن الوضع الراهن هناك لا يساعد على ذلك. فلا أحد يريد فتح الباب على مصراعيه أمام حرب أهلية في العراق. وبالتالي فإن استبدال نظام الاحتلال ببعثة قوات حفظ السلام يعتبر عملية يمكن أن تخلق، وبطبيعة الحال، الظروف الملائمة لنقل السلطة في البلاد بشكل نهائي الى العراقيين أنفسهم، لكن يجب البدء في هذه العملية، على ما يبدو، اعتباراً من اليوم.
*رئيس الوزراء الروسي السابق-صحيفة الشرق الاوسط

comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024