الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 08:19 ص - آخر تحديث: 05:05 ص (05: 02) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
بغير الحوار الكل خاسر



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


بغير الحوار الكل خاسر

الخميس, 14-يوليو-2011
محمد حسين العيدروس - لاشك أن الأحزاب والقوى السياسية الوطنية تتمتع بالوعي السياسي، فقصور الوعي الديمقراطي ربما يتحول إلى عائق رئيسي للتطور، وما نلمسه اليوم من هذا القصور أن بعض القوى السياسية تنظر إلى مؤسسات الدولة وأجهزتها ومخرجات التنمية والعمل الوطني "حيازات سلطوية" وليست ملكاً للشعب وأن تخريبها أو نهبها يضعف النظام ويسهل الانقضاض عليه، وهذا الأسلوب هو المفهوم القديم الذي عايشته الأنظمة الشمولية فالتخبط والتضليل والمزايدة الذي تتبعه بعض أحزاب المعارضة قد أربك الحياة العامة ونقل الوطن إلى أزمة غريبة على شعبنا اليمني وهو ما يعني تحول هذه القوى إلى عبء وتحد غير سوي يدفع ثمنه اليوم المواطن بمزيد من المعاناة.

إن هذه الأعمال أحدثت قلقاً للأمن والسكينة العامة وضرراً بالغاً بالاقتصاد الوطني رافقت ذلك حملات إعلامية تشويهية غير لائقة بقصد الخداع والكذب والتضليل لتحقيق مآربها الانقلابية.

لاشك أن خلط القضايا وتضليل الرأي العام وقيادة الساحة الشعبية إلى غير المبادئ التي ترعاها الديمقراطية الحقة والصحيحة أدى إلى خدمة أغراض حزبية وفئوية ألحقت الضرر الفادح والكبير بالوطن وبطموحات الجماهير وتطلعاتها في الاستقرار والتطور.

إننا نقول لا خير بالديمقراطية إن تحولت إلى قضية مزاجية وانتقائية وإلى ضرر في الحياة العامة للمواطن وإخلال بالتوازنات التي افتعلتها بعض أحزاب المعارضة جراء اخفاقها في الوصول إلى كرسي الحكم.. أما تغيير النظام بطرق غير شرعية واشعال الحرائق ونهب مؤسسات الدولة وتخريب الممتلكات العامة والخاصة وقطع الطرقات وتفجير أنابيب النفط وتعطيل مصالح الجميع، فهذه ثقافة عدائية أنانية عديمة لا تمت للديمقراطية بشيء.

إن الانحدار بالمفاهيم والحريات لدى القوى المعادية للوطن تحولت إلى عبء على أمن واستقرار الوطن وبات يكلف البلد وقتاً مهدوراً كبيراً في ممارسات هدامة زائفة وعبء اقتصادي ضاعت من خلاله أموالاً جراء الإيقاف المتعمد للعمل في المؤسسات والمنشآت الانتاجية وبالتالي كلف الوطن والمواطن خسائر كبيرة وانعكس على حياة الشعب.

وعليه فإن الوعي الغير صحيح يولد العنف، وبحجم ذلك العنف يتولد الخراب والدمار وشرائع الغاب.. وجردت البعض من انسانيته وهذا هو نفسه ما يفسر لنا اليوم وفي الوقت الحاضر في بلادنا من بعض الأعمال الإجرامية التي يقوم بها ضعاف النفوس والذين تخيلوا لأنفسهم أنهم أكبر الموجودات في البلد، ونسوا أن الشعب هو الأكبر من الجميع وأن كلمته وأرادته هي التي يجب أن تحكم اليمن عبر مؤسساته الشرعية.. وأن من يتحدث عن الوعي الديمقراطي يجب أن يعرف أولاً أن الحوار هو مرتكز العملية الديمقراطية، وبغير الإيمان به لن تكون هناك أي ديمقراطية ولن يكون هناك أمن وسلام واستقرار وأن غياب الحوار يعني حضور لغة العنف.. لهذا فإن من يؤمن بالديمقراطية عليه الإيمان أيضاً بنتائجها، فالعنف والفوضى لا وجود لهما في قاموس الحوار والديمقراطية.

إننا نناشد بعض القوى بتحرير إرادتهم الوطنية من النهج والوعي الخاسر والمغلوط وإعادة قراءة الأحداث بعين الوطن والمصير الواحد وعودة الجميع إلى الحوار الصادق والأمين وأن يكون الحوار ضرورة وطنية عاجلة ومهمة أكثر من أي مرحلة سابقة من أجل تأمين الوطن من المخاطر والخروج من هذه الأزمة العصيبة لأن الحوار في الأصل مبدأ شرعي من صميم عقيدتنا الإسلامية التي أمر فيها الله سبحانه وتعالى رسوله عليه الصلاة والسلام قائلاً: "وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" وكما قال تعالى في سورة الإسراء "وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ " وفي ذلك دعوة للحوار والتفاضل في الرأي الأصوب وتبادل الرأي والمشورة مع الآخر.. وعلينا التأمل في كتاب الله عز وجل لنجعل من السماحة التي حملتها نصوصه منطلقاً في تعاملنا، أفراداً وجماعات وتنظيمات، ففيه خاطب تعالى معلم البشرية بقوله سبحانه وتعالى "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ" صدق الله العظيم.




comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

محمد "جمال" الجوهريقراءة متآنية لمقال بن حبتور (مشاعر حزينة في وداع السفير خالد اليافعي)

28

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالسِياسِيُون الحِزبِيُون الألمَان يَخدعون ويَكِذِبُون ويخُونُون شعبهم

22

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024