الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 02:15 م - آخر تحديث: 07:17 ص (17: 04) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
دعوهم .. إنه أرذل عمـر الإرهـــاب !



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


دعوهم .. إنه أرذل عمـر الإرهـــاب !

الأحد, 02-مايو-2004
بقلم : ياسـر البابلـي - ما كان لنا أن نتحدث بشيء عن الخطاب الانفعالي الإصلاحي في هذا الزمن بالذات ، وقد علمنا أن الإرهاب بات قاب قوسين أو أدنى من التقاط نفسه الأخير من قعر آخر المستنقعات الآسنة التي طالما طاب له العيش فيها في جحر نائي بعيداً عن أنفاس بني البشر الذين أعزهم الله بأن ذلل لهم الأرض وما عليها ليسيحوا فيها ، ويتأملوا نعم الله وفضله عزّ وجل ..
وحين يعيش الإرهاب لحظات الاحتضار فمن حق المنتفعين منه الغضب والتقافز كالدببة ، وملء الدنيا صخباً وضجيجاً ، لانه كان مورد ارتزاق عدد كبير من أولئك الذين جابوا أرجاء اليمن والخليج وأوروبا وجاليات المسلمين في مختلف البقاع يجمعون الأموال باسم " محاربة ملة الكفر والضلالة ونصرة الإسلام " أو " اليتامى والفقراء الذين يلتحفون شوارع صنعاء" فيستدروا الملايين عقب الملايين ، ليس - فقط - لينعموا بالقصور والأرصدة البنكية وأرتال الحراسات الشخصية المدججة بالأسلحة الأوتوماتيكية الحديثة، بل - أيضاً – ليشكلوا منها العصابات التي يبتزون بها الشعوب والدول ، ويصادرون بها الحريات ، والأمن ، والاستقرار تحت مختلف الذرائع ، وباسم مختلف المسميات الدينية والسياسية والاقتصادية وغيرها.
أنهم يشعرون بالإهانة من تقرير رئيس الوزراء عن الإرهاب ، ويشحذون ألسنتهم عليه ، لأنهم أيقنوا أنه أماط اللثام عن ما اقترفت أيديهم بحق هذا الوطن من تخريب وقتل وابتزاز وتشويه سمعة ، فحمّلوه القلق والخوف ، وجرعوه الأزمات المريرة .. ثم تنصلوا من ذنبه ، وتنكروا لمسئوليات المنبر الذي ظلوا يعتلوه لعشرات السنين ، ثم آخر الأمر قالوا " أنه شعب فاسد " ، وأخذوا يكيلو له تهم الفساد والشذوذ حتى مرغوا سمعته بالتراب أمام العالم ، وادعوا أنه " إخفاق حكومي".
الغريب أن العقول المريضة يفوتها دائماً حبك الأفكار ، فهؤلاء ينسون الوظيفة الأساسية للمنبر الديني .. ففي كل أرجاء الأرض يكون الانهيار الأخلاقي لقيم المجتمع دليل على انهيار المؤسسات الدينية فيه ، وغياب أدوارها ؛ في حين ينفرد تجمع الإصلاح عن العالم بتحميل الدولة مسئولية ضعف إيمان البعض ، أو عزوفهم عن صلاة الفجر ، أو إقدام أنفار على الانتحار ، أو تعاطي البعض للرشوة ، وغيرها من السلوكيات التي لا يردعها غير تقوى الله ، ومستوى قوة إيمان الفرد ، والتي تقع في صلب واجبات المؤسسات الدينية .. وهو الأمر الذي يؤكد أن هؤلاء لا يرون من واجبهم نشر الفضيلة في المجتمع ، وترسيخ إيمان الناس - بقدر ما يجعلون من الدين منبراً للتحريض على الفوضى ، والعصيان ، والضغينة ، والحث على جمع التبرعات المالية التي يتم استثمارها لاحقاً في مصالح حزبية ضيقة لاعلاقة لها بالدين ، لا من قريب ولا من بعيد.
اليوم – تجد فئة في تجمع الإصلاح نفسها في وسط شعب متعلم ، واعٍ لم تعد تنطلي عليه الأكاذيب ، أو التلويح بدموع الفقراء واليتامى ، وبات يدرك جيداً حقيقة ما كان يجري في اليمن وغيرها ، وحقيقة الفكر التطرفي الذي وجّه فوهات بنادقه إلى صدور المسلمين في بقاع مختلفة من اليمن ، والى أطباء أجانب حملوا لأهلنا الدواء ، والى السياح الآمنين الذين يدخلون بلاد المسلمين بجوازات تحمل تأشيرة (الترخيص وميثاق الأمان ) – كما وصفها علماء المسلمين.. وباتوا يدركون أن الأمة كلها أمست تدفع ثمن التعبئة الخاطئة التي أملتها هذه الملة المتلفعة بأقنعة الزهد والتقوى .
اليوم – تكشفت الأوراق ، ولم يعد من سبيل أمام النفعيين المتاجرين بالدين لابتزاز عامة الناس ، والجمعيات الخيرية ، ودور الصدقة والإحسان .. وكذلك لم تعد شعارات الجهاد ، وفتاوى التكفير بقادرة على إقناع المضللين باغتيال الرموز والشخصيات الوطنية ، وتصفية الحسابات السياسية لصالح هذه العمامة أو تلك .. ولم تعد الساحة الأمنية عاجزة عن بتر الأيدي التي تتطاول على أمن الشعب ، وتعبث بمصالحه واقتصاده واستقراره ، وسمعته كبلد (الإيمان والحكمة ) ، التي اختارها نبي الأمة محمد (صلى الله عليه وسلم ) لتكون ملاذ كل خائف ، وهارب من الفتن .
إن هذه الفئة المغتاظة من تقرير رئيس الوزراء حول الإرهاب ، وما تسبب به من أضرار عادت في لحظات احتضارها الأخيرة لافتعال أزمة وضجيج إعلامي مناوئ لكل الجهود الحكومية التعبوية الموجهة لتوعية المجتمع اليمني بأخطار الإرهاب على حياة الشعوب ، وكأنها بمعارضتها هذا الجهد تريد إقناع الناس بأن الإرهاب فعل صحي لا يترتب عليه ضرر عام ، وأن ما قالته الحكومة محض أباطيل .. رغم أنهم حاولوا تمرير هذه الدعوة الصريحة تحت غطاء إدانة تفجيرات الرياض ، مثلما حاولوا من قبل تبييض صفحات ماضيهم بالانضواء تحت "اللقاء المشترك " وغسل الأيادي بمياه الأحزاب الأخرى التي تمتلك أرصدة مختلفة من الفكر السياسي .
لاشك أن من نتحدث عنهم لا نقصد بهم الإصلاحيين بوجه عام ، وأنما هم فئة من هذا الحزب الذي يضم تحت لوائه أجنحة متعددة بينها المعتدل والواعي ، وبينها فئة من الذين ما زالوا يلوكون بالسنة تفوح منها الأحقاد ، ونزعات الانتقام ، ورغبات العودة إلى مستنقعات الإرهاب الآسنة .. وهم ربما صمتوا طوال الشهور الماضية عن تقرير رئيس الوزراء لأنهم لم يكونوا واثقين من أن الحكومة حسمت أمر الإرهاب ، وجففت منابعه ، وأن اليمن ستشهد استقراراً بالحجم الذي تعيشه اليوم .
وبكل تأكيد أنه ليس المناخ الذي تحلم تلك الفئة التفريخ فيه ، وأنه يعني الموت الزؤم الذي لا يحتمل أحد من أنصار العنف والإرهاب سكراته .. وربما لن يكون بوسع أي منا إجابة ذلك التوجع الأليم إلاّ بالقول : دعوهم .. أنه هراء أرذل عمر الإرهاب ، وأوجاع سكرات الموت الأخير .





comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024