السبت, 27-أبريل-2024 الساعة: 02:46 م - آخر تحديث: 12:57 م (57: 09) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
الهَـجْريــن.. مدينة تختزل ذاكرة أمة



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من ثقافة


عناوين أخرى متفرقة


الهَـجْريــن.. مدينة تختزل ذاكرة أمة

الخميس, 14-أكتوبر-2004
المؤتمر نت - صالح بن مهنا - "الهجرين".. بوابة "دوعن" المنيعة، وتعد من أمنع البلدان الحضرمية وأفضلها تحصيناً، حيث يرى ساكنوها القادمون إليها من جميع الجهات في موقعها نموذجاً فريداً، إذ تبدو المدينة وكأنها جزيرة تتوسط مجرى واديين (وادي "الغبر" غربا و"دوعن" الشهير شرقاً) حيث تكثر أشجار السدر التي يتغذى النحل على رحيقها.
و"الهجرين" إحدى مدن حضرموت التاريخية والتراثية فهي شاهدة على حقبة زاخرة بالحياة والأنهار والجداول، وتمثل أحد رموز الحضارة التراثية القديمة، وتعد من أهم واجهات السياح ، بل مزاراً للشعراء والأدباء والمؤرخين والباحثين لما تحتويه من شواهد أثرية ومعالم تاريخية ومقومات سياحية فريدة ومتنوعة، وتحيط سفوحها أشجار النخيل كما تجاورها الحقول الظليلة وأحواض مزارع الذرة.
وقد وصف الهجرين عددٌ من الشعراء أمثال الشاعر (صالح المفلحي) في إحدى قصائده التي غناها الفنان أبو بكر بلفقيه يقول فيها:
سقا أم الهجر منبتك بالغصن المورد...
منازل تنبت الجوهر وطيب العود والند.
وفيها قاصرات الطرف من مثلك وأمثال..
حبيبي حل في قلبي.. وطيفه في سماء حبي.

مشوع بدر وهلال
ومدينة الهجرين جزء من العمارة الطينية في وادي حضرموت تمتاز بمنازلها الشاهقة والجميلة، المتقاربة والمتلاصقة، التي تنسجم مع لون الجبال الشامخة من حولها، فقد تمكن مهندسوها من بنائها بمواد محلية من الطين والتبن ، وكانت هذه المواد تصنع في أحواض النخيل وفي الأدوية المحيطة بها ثم تُجلب على قمة الجبال على ظهور الحيوانات حتى وقت قريب في طرق وممرات محددة ووعرة.
تميزت مدينة الهجرين بخاصية تنفرد بها عن غيرها من مدن حضرموت وهي تحري رؤية هلال شهر رمضان المبارك حيث تتم رؤيته من قبل أشخاص لهم دراية ومعرفة بما يسمى "المطالع" ويتم تحقيقه من قبل القضاة الشرعيين.

"الهجرين".. من أين جاءت التسمية، وماذا تعني؟
جاء في القاموس "الهَجْران".. مثنى ، ومفردها "هجر" ، وهي القرية بلغة حمير والعرب العاربة. وقد ذكر الهجرين عدد من المؤرخين ويقول الهمداني:

"الهجران قريتان متقابلتان في رأس جبل حصين يطلع إليه في منعة يقال لأحدهما "خيدون" وللأخرى "دمون" واصفاً أنه في الهجرين توجد ساقية "دمون" وهي من أودية دوعن وقال: و"دمون" من حصون حمير بحضرموت". كما وصفها المؤرخ ابن عبد اللاه في كتابه" معجم البلدان": هي واقعة في حضن جبل فارد جاثم على الأرض كالجمل البارك من غير عنق وموقع الهجرين في جنبه الأيسر وعلى حارك ذلك الجبل بلدة صغيرة يقال لها "المنيظرة" وفي جنب ذلك الجبل من جهة الشمال آثار دمون"
وقد جاء في ذكر ملوك كندة ومن سكنوا في شرق اليمن ومدينة ملكهم دمون، وهي قاعدة لمملكة "كندة" حيث عاش الشاعر الجاهلي امرؤ القيس وأقام بمنطقة " دمون الهجرين" بحضرموت، وفيها يقول:
تطاول الليل علينا دمون
دمون إنا معشر يمانيون وإنا
لأهلنا محبون

كذلك قال فيها:
كأني لم أبت بدمون ليلة
ولم أر الغارات يوما بعندل
و"عندل" منطقة على مدخل "وادي عمد" أحد أودية حضرموت الشهيرة وبمحاذاة الهجرين جنوبا تقع قرية "صيلع" وهي قرية صغيرة بنيت على قمة جبل "صيلع" الذي ورد ذكره في سيرة امرئ القيس التاريخية، حين أتاه بنبأ وفاة أبيه.

معالم الهجرين الأثرية
وجود الآثار دليل على تاريخ الأمم وتاريخ الأمم آثارها.
توجد بالهجرين العديد من الصهاريج المائية" الجابية" لخزن المياه ، وإمداد المدينة بالماء وتعتبر المنطقة بأكملها أثرية وقد اشتهرت المدينة بوجود سوق تجاري في عصر ما قبل الإسلام وكانت ممراً للقوافل التجارية في تلك الحقبة الزمنية.
في مجال التنقيب عن الآثار أكدت الأبحاث التي أجرتها البعثات الفرنسية واليمنية عن وجود قبور " مقدسية" لاتجاهها إلى بيت المقدس في قرية المنيظرة إحدى ضواحي الهجرين.
وفي وادي الغبر غرباً حيث أشجار اللبان المعمرة التي يتميز بها هذا الوادي عن غيره من أودية حضرموت تم اكتشاف كهف القزة" الأول من المعالم الأثرية في الجزيرة العربية" يعود تاريخه إلى العصر الحجري وحددت الاكتشافات للأدوات الحجرية -بواسطة وسائل الإشعاع الكربوني- معالم الحياة في هذه المنطقة بملايين السنين.. وإلى الشمال من الهجرين توجد مستوطنة "ريبون" ولا تزال أطلالها شاهدة للعيان.
وقد أثبتت الاكتشافات الأثرية مايدل على أن أهل هذه المدينة قد زاولوا الزراعة وتربية الماشية وبنوا المجمعات السكنية الجملية وتفننوا في شبكات الري والقنوات والسدود وأحواض المياه التي تدل على عهد ازدهارٍ بلغ أوجُه وفي "ريبون" تم اكتشاف معبد للآلهة" ذات حميم" مكون من عمارتين.
ومن محتوى النقوش التي عثر عليها أصبح واضحاً بما لا يدع مجالا للشك أن هذه المباني ما هي إلا جزء من معبد لواحد من أعضاء الأسرة الرئيسية في آلهة الجنوب العربي، آلهة الخصب والنماء " ذات حميم".
وفي متحف الآثار بمدينة سيئون يوجد تصميم معبد " ذات حميم" ونماذج من الملتقطات الحجرية لكهف "القزة" ومعروضات للنقوش والأواني الفخارية ونماذج لقنوات الري وغيرها.


comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024