الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 03:00 ص - آخر تحديث: 11:05 م (05: 08) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
حصن الغويزي في المكلا .. شامخ رغم تقلبات الزمن



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من ثقافة


عناوين أخرى متفرقة


حصن الغويزي في المكلا .. شامخ رغم تقلبات الزمن

الأربعاء, 29-أكتوبر-2003
المؤتمر نت ـ عبد الله حزام - حصن الغويزي واحد من الحصون التأريخية الهامة في اليمن ، يعود تاريخ إنشائه إلى العام 1716 عندما كان سلاطين آل الكسادي يحكمون حضرموت في تلك الحقبة من الزمن ، ويقع الحصن الشهير في المدخل الشمالي الشرقي لمدينة المكلا ، عاصمة محافظة حضرموت الواقعة شرقي العاصمة صنعاء .
الكتب التأريخية تشير إلى أن الحصن المحصن أقيم على صخرة تشرف على الوادي والطريق المؤدي إلى المدينة ، ويؤكد الأثريون والمراجع التاريخية أن الهدف من إنشائه كان مراقبة الغارات العسكرية ، التي كانت تستهدف مدينة المكلا الواقعة على ساحل البحر العربي من إتجاه الشمال ، بخاصة تلك الغارات التي كانت تشنها السلطنة الكثيرية التي اتخذت حينها من مدينة سيئون حاضرة لها ، ثم الغارات التي كانت تشنها السلطنة القعيطية التي كانت تتمركز في مدينة الشحر التي اتخذت من مدينة المكلا بعد استيلائها عليها عاصمة لها.
يتكون الحصن من طابقين ، بالإضافة إلى بناء جدران فوق الطابق الثاني ذو سقف مكشوف يصل ارتفاعه إلى 20 متراً ، يتم الصعود إليه عبر سلالم مرصوفة تصل إلى بوابته التي أقيمت في الجهة الشمالية ، ويبلغ اتساعها 1.2 متر ، وقوامها من مواد البناء المحلية شغلت بالطابع التقليدي ، فيما أساس الأرضية مبني بالأحجار المرتبة وبقية المبنى باللبن مخلوط بالتبن ، أما أسقفه فقد أقيمت على جذوع النخيل ، وتم مؤخراً طلاء جدرانه الخارجية بمادة الجص الأبيض .

تكوينات الحصن
يتكون الطابق الأول من الحصن من عدة حجرات ، وعلى جدرانه الخارجية نوافذ عدة منشورية الشكل من جميع الاتجاهات ، فيما الطابق الثاني يتميز بنوافذه الواسعة ، أما سطح الحصن فإنه محاط بحاجز يصل ارتفاعه إلى 1.5 متر من مستوى السطح .
وعلى بعد 30 متراً بإتجاه الشمال الشرقي من الحصن يوجد صهريج للماء أقيم على هيئة مبنى ، يرتفع عن مستوى الأرض 1.2 متراً تحيط به قناتا مياه من الجهتين الجنوبية والغربية مبنية بالأحجار والقضاض ، حيث تشير المراجع التأريخية أن الغرض من قناتي المياه كان تزويد الحصن بالمياه .
وإلى الغرب من الحصن توجد بناية أنشئت مؤخراً بالمقارنة مع تاريخ بناء الحصن ، شيدت بعض أجزائها بأحجار أكبر حجماً من أحجار الحصن ، وتشير المراجع التاريخية إلى أن هذه البناية ربما هي حصن دفاعي آخر إلى جانب حصن الغويزي ، الذي يطل على المدينة والذي كان يحرس سكانها من غارات القبائل .
وعلى الرغم من أن مبنى الحصن لا زال قائماً ، إلا أنه في حالة سيئة ، حيث بدأت أجزائه العلوية تتعرض لعوامل التعرية لدرجة أن البعض يعتقد أنه على طريق الانهيار ، ، حيث تشاهد نوافذ الطابق الثاني وقد تحطمت تماماً ، وكذا الطريق المرصوفة بالأحجار المؤدية إليه تهدمت هي الأخرى ، بالإضافة إلى سور الحصن ، الذي لم يتبق منها غير أجزاء بسيطة بعد أن تآكلت خلال السنوات الأخيرة .
ويلاحظ الزائر لمدينة المكلا غياب الإهتمام بحصن الغويزي من قبل الجهات المعنية بمحافظة حضرموت لهذا العلم الأثري الهام ، على الرغم من أن هناك العديد من الخطط التي نفذت خلال السنوات الأخيرة للحفاظ على هذا المعلم الهام .
وكانت الهيئة العامة للآثار والمتاحف قد بذلت خلال السنوات الأخيرة جهوداً كبيرة للمحافظة على عدد من المواقع الأثرية الهامة في عدد من محافظات البلاد ، ومن بينها الآثار الكثيرة التي تزخر بها محافظة حضرموت ، المشهورة بمدينة العلم ( تريم ) ، بالإضافة إلى مدينة شبام التأريخية ، التي تم تصنيفها ضمن مدن التراث الإنساني ، وأولتها منظمة ( اليونيسكو ) الكثير من الإهتمام إلى جانب مدينة صنعاء القديمة وزبيد في مدينة الحديدة ، الواقعة إلى الغرب من العاصمة صنعاء .

المصير المجهول
رغم أن العديد من الآثاريين حذر من النهاية السيئة وراء ترك حصن الغويزي مهملاً ، إلا أن تحركات جدية من قبل الهيئة العامة للآثار لم تتمكن من رصد ميزانية كافية للبدء بأعمال الترميمات لهذا الحصن ، الذي تحول إلى سكن للطيور ، وانعدمت الفائدة منه ، على الرغم من أن الهيئة إذا ما قامت بترميمه ، فإنه يمكن أن يتحول إلى مكان جذب سياحي هام يدر دخلاً كبيراً لصالح تحسين المحافظة ، التي تحتاج للكثير من المال لتحسين المواقع السياحية الجميلة المعرضة للدمار .
المشكلة التي يواجهها حصن الغويزي الأثري هذه الأيام المباني العشوائية ، التي صارت تحيط به كمن يحيط السوار بالمعصم ، إذ أن العديد من المنازل الحديثة ، المبنية على الطريقة الحديثة صارت تزحف بإتجاه قضم المساحة القريبة من الحصن ، وصارت تهدد موقعه الحالي ، حيث يخشى البعض من أن تتمكن حمى الإستثمارات السياحية من هدم الحصن تحت مبررات عديدة أهمها موقعه الهام المطل على مدينة المكلا ، بهدف إستغلال موقعه لبناء فندق أو شاليه سياحي حديث .
ويسعى أنصار التراث في الوقت الحاضر للدفاع عن حصن الغويزي ، وهو في نفس الوقت دفاع عن الأصالة التي بدأت تزحف إليها كتل الأسمنت المسلحة ، التي باتت تحاصر المواقع الأثرية في كل مكان في اليمن ، وذلك عن طريق تشكيل جمعيات أصدقاء حماية التراث ليس في حضرموت فقط ، بل وفي كل بقعة تصل إليها كتل الأسمنت في طول البلاد وعرضها .



comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024