الخميس, 02-مايو-2024 الساعة: 04:31 ص - آخر تحديث: 11:31 م (31: 08) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
أوراق من مســقط



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


أوراق من مســقط

السبت, 10-يناير-2009
سام عبدالله الغُـباري - •نفذ أهالي " نزوى " مسيرة غضب واعية لأجل غزة ونصرة لأهلها وهم يرفعون أكفهم إلى السماء راجين الله الهداية إلى حل يكمن في تحقيق واجب النصرة سواءً بالمال أو النفس .
• شاركت وأصدقائي في هذه المسيرة رمزياً ونحن نمر بجوارها مخترقين الجموع بباص سياحي قادم من مسقط إلى نزوى ثم "كهف الـهوتـة" وكنت أطالع صحيفة الخليج الإماراتية ذائعة الصيت ، وعلى صفحة كاملة وملونة نشرت صورة صارخة لفتاة فلسطينية جلست منهارة خلف جثث أربعة من أقاربها تولول على حياتهم التي غدرها طيران العدو الصهيوني ، الصورة كانت حزينة ومدمرة .. أبكتني كثيراً وأحزنت كل من راءاها من أعضاء الوفد اليمني المشاركين في دورة كأس الخليج العربي 19 المقامة هنا بمسقط عاصمة سلطنة عمان ، التي كانت بعيدة اليوم عن الأعين ، فنحن في "نزوى" بيضة الإسلام ، كما يقول العمانيون وكما أسموها قديماً لتعدد مناراتها العلمية والإسلامية وكثرة علمائها و حفاظها و عبدتها الزاهدين ، و من "نزوى" سمعنا نبأ قرار الطرد الجريء الذي وجهه الزعيم الفنـزويلي هوجو تشافيز للسفير الإسرائيلي في العاصمة كاراكاس ، واصفاً أعمال العصابة الصهيونية بـ(الجبانة) .
• مثل هذا الرد الواقعي والعملي افتقدته الشعوب العربية خاصة والإسلامية عامة حين تطلب من قياداتها الانتصار لأطفال وشيوخ ونساء وشباب غزة الشهداء ، وتبقى الأمنيات بإجراء عربي موازٍ للإجراء الفنـزويلي - الذي عبر عن رابطته الإنسانية قبل أي شيء - حلماً أساسياً في ضمائر الشعوب الحية .
• نعود إلى عُـمان السلطنة الساطعة .. إيماناً بالله تعالى .. وحباً و ولاءً لسلطانها : قابوس بن سعيد الذي أوجد على هذه البقعة الطيبة الأرض والإنسان العماني ، فهما يختلفان عن الصورة الكلسية التي رسمتها لهما قبل زيارتي الأولى لمسقط العاصمة ، ففي الطريق إلى (نزوى) اليوم ، تتواصل أعمدة الإنارة الضوئية على جانبي الطريق بـمدى 160 كم هي المسافة الواقعة بين مسقط و نزوى ، مضافاًً إليها الجسور واللوحات الإرشادية المتناثرة في كل مكان بطول هذه الطريق ، وكل الطرق الأخرى الممتدة داخل السلطنة كشريان رئيسي وحيوي .
• اليوم أمر عبر هذه الطريق وأتذكر طريق صنعاء ذمار بما فيها من مآسٍ وحوادث مرور أكسبها صفة (طريق الموت) لسوء تنفيذه وانعدام وسائل السلامة الآمنة ، واحتفاله بالمطبات الترابية التي يخترعها أهالي القرى المحاذية له باستمرار ، مما أوقع خلال العام المنصرم 2008م ما يزيد عن 2.800 قتيل وأكثر من 20 ألف مـصاب (!!).
• دخلت وأصدقائي كهف (الهوتة) نسبة إلى قرية الهوتة القربية منه و البعيد عن نزوى قرابة الـ20كم و هو كهف كبير ممتع يذكرك بأساطير والت ديزني ، وأفلام الهوليود الأميركية ، إكتشفه العمانيون قبل سنوات ، و بنوا لأجله منتجعاً سياحياً متميزاً وأنيقاً ، وحفروا نفقاً واسعاً يتوسطه قطار متحرك بداخل النفق البالغ مداه 400 متر ، حتى تصل إلى باب الكهف المهيب .
• وضعت قدمي على أول درجة في سلالم الكهف البالغة 430 درجة مصنوعة من حديد البلاتينيوم ، و متناسقة مع تعرجاتها بتخطيط هندسي دقيق يوصلك إلى كافة أجزاءها المضاءة بأنوار خافتة تجعل منه ليلاً مكاناً رومانسياً بإمتياز ، مثلما كان الأثر نفسه لقلعة (نزوى) العامرة بالتفاصيل الدقيقة والعناية المركزة التي تجدها مطبوعة في كل عماني يهمه وطنه وآثاره ، فلا تجد بالمطلق عمانياً لا يتقن أناقة نفسه بالشال والثوب العمانيين المميزين ، حتى أن توجيهات شفوية قالها لي مطلع إعلامي هنا بمسقط ، منعت خروج الرجل العماني بصورة لا تليق من منافذ الحدود المختلفة (!!) .
• عُـمان : بلد لا يستطيع فيه سائق التاكسي مخالفة إشارة المرور رغم اختفاء الشرطة تماماً ، فكلهم يفهمون أن المخالفة لأي أمر من توافه الأمور ستقوده إلى السجن أو المحاكمة ، ولن تشفع له وساطة النافذين في استحقاق العقوبة المادية أو المعنوية ، فللشرطة هنا هيبة غير معلنة تجسدها قوانين الالتزام بالآداب العامة المهيمنة على مختلف الطرقات العامة ، وعند مداخل الحدود ، فلا أحد يوقفك مثلاً ليسأل عن جوازك وتأشيرة دخولك للسلطنة ، فهناك ثقة زرعها السلطان قابوس في أبناءه العمانيين ، بأن هذه بلدهم ، وأن الموظف و العامل و صاحب العقار شركاء في الأمن العام ، فلا يجوز تحايلهم لإدخال شخص ما بصورة غير شرعية ، وهم بدورهم أخذوا الثقة بعز و كرامة و مصداقية ، وسقفهم جميعاً القانون المعظم .
• تشتهر مسقط العاصمة بكمية الورود البنفسجية والوردية والبيضاء المنتشرة على جوانب كل الطرقات وغابات أشجار النخيل الهائلة المزروعة في كل الأحياء المقسمة بإهتمام بالغ ، فتجد مثلاً (حي الوزارات ، و فيه كل وزارات الدولة وكل وزارة لها مبنى طابعه قريب من مضمون عمله فوزارة الشؤون الدينية بها قباب وصوامع ، ووزارة النفط والغاز لها مبنى مميز ، وهكذا ) .
• وللعلم الوطني تقديس يمارسه العمانيون بجدية و حب فتجده شامخاً مهاباً فوق كل البنايات والمعالم والمرافق الحكومية والمنشئات التجارية الخاصة .
• إن ملامح النهضة في اعتقادي تكمن في الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة .. والتنسيق المنتظم والدقيق للعمل البيئي والجو العام ، وحسن اختيار الشخصيات المناسبة ومكافأتها على أحسن الأعمال .. فغياب القانون يولد الفوضى .. و لولا وجود القدر العالي من الصرامة في عُـمان .. لما وجد هذا البلد الممتع الطيب الأنيق الساحر .. وهذا ما نـحتاجه في بلادي (!!)

ولنا لقاء يتجدد
* عُـمان - مسقط
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024