المؤتمرنت - قال وزير العدل العراقي هاشم الشبلي أمس الأربعاء ان تنفيذ حكم الإعدام في الرئيس العراقي السابق صدام حسين ينتظر تصديق رئاسة الجمهورية وهي مسألة قد تأخذ بعض الوقت بسبب إجازات عيد الأضحى.
ونشرت المحكمة الجنائية العراقية العليا اليوم الخميس حيثيات قرار دائرة التمييز بالتصديق على الحكم باعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين في قضية الدجيل. وقالت المحكمة في نص القرار انها قررت "تصديق قرار الادانة والعقوبة بحق المدانين صدام حسين المجيد وبرزان إبراهيم الحسن وعواد حمد البندر باعدامهم شنقا حتى الموت لارتكابهم جرائم القتل العمد كجريمة ضد الانسانية". واضافت المحكمة في نص قرارها انها قررت "تصديق قرار الادانة الخاص بالمدان طه ياسين رمضان (...) ونقض الفقرة الحكمية الخاصة بعقوبة السجن مدى الحياة واعادة الامر الى المحكمة بغية تشديد العقوبة بحقه وابلاغا الحق القانوني المنائب". واكد نص القرار ايضا "تصديق كافة قرارات الادانة والعقوبة والقرارات الاخرى الصادرة بحق المتهمين.

واعلن صدام في رسالة كتبها في زنزانته في السجن إنه جاهز للموت "فداء" للعراق، وحث العراقيين على التوحد "لمواجهة الأعداء"
و قال صدام "أقدم نفسي قربانا، إن شاء الله، سيجعلني بين الرجال الحقيقيين والشهداء.وإن موته سيجعله "شهيدا حقيقيا".
ودعا العراقيين الي عدم السقوط في شرك الفرقة التي يحاول الغزاة والفرس زرعها بينهم .

حزب البعث العراقي من جهته هدد بالانتقام اذا نفذ حكم الاعدام في زعيمه الرئيس العراقي صدام حسين وقال ان شنق صدام خط احمر يجب الا تتجاوزه الولايات المتحدة. وقال الحزب في بيان له يحذر حزبنا مجددا من نتائج تنفيذ هذا الحكم علي الوضع في العراق وعلي امريكا بالذات .
واضاف ان ذلك هو اخطر الخطوط الحمر التي يجب علي الادارة الامريكية ان لا تتخطاها . وهدد الحزب في البيان باستهداف المصالح الامريكية في كل مكان اذا اعدم صدام. وقال الحزب ان البعث والمقاومة مصممان علي الرد بكافة الوسائل وفي كل مكان يوجع امريكا ومصالحها اذا اقدمت علي تنفيذ الجريمة .

وتباينت ردود الفعل الأوروبية والأميركية والعربية ما بين مؤيد ومعارض ومتفهم لمصادقة المحكمة العراقية العليا على حكم الإعدام الصادر بحق الرئيس العراقي السابق صدام حسين وسط مخاوف من تكريس الإنقسامات الطائفية في العراق حيث جددت الحكومة البريطانية معارضتها لحكم الإعدام بحق صدام حسين. وقال المتحدث باسم الخارجية البريطانية ان رئيس الوزراء توني بلير أوضح بأن الإعدام من صميم القضاء العراقي المستقل، وان هذا الموقف لم يتغير. كما جدد معارضته لعقوبة الإعدام، لكن القرار يعود إلى السلطات العراقية على حد تعبيره.
كما حذرت الصحف البريطانية الصادرة اليوم الخميس من ان إعدام صدام حسين سيعمق الهوة بين العراقيين ويهدد وحدتهم, كما تحدثت عن اتهامات لتوني بلير بإهمال قوات بلاده في العراق, ونبهت إلى أن مثل هذا القرار لن يزيد الشقاق بين سنة العراق وشيعته إلا تعمقا.

واستهجنت الترحيب الكبير الذي لقيه هذا القرار في الولايات المتحدة, مستغربة اعتبار المحكمة التي أصدرت الحكم هيئة مستقلة

وقد اعتبر البيت الأبيض تأكيد حكم الإعدام بحق صدام حسين يشكل حدثا "تاريخيا" بالنسبة للعراقيين معتبرا ان "الطاغية" السابق نال محاكمة عادلة.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت ستنزيل إن "هذا اليوم سيشكل حدثا تاريخيا في الجهود التي يبذلها العراقيون لكي تحل دولة القانون مكان قانون الطاغية". وأضاف أن "صدام حصل على محاكمة سليمة وعادلة ونال حقوقا قانونية انكرها على العراقيين".

وقال المتحدث في الطائرة التي تقل الرئيس جورج بوش الى تكساس (جنوب الولايات المتحدة الأميركية) ان "العراقيين يستحقون التهنئة على استمرار استخدام المؤسسات الديموقراطية لإقرار العدالة. انه بالتالي يوم مهم بالنسبة للعراقيين".

وزير الخارجية الإيطالي ماسيمو داليما اكد معارضة ايطاليا لعقوبة الاعدام.وقال انه "ما زال يأمل في أن الا ينفذ الحكم". وفي هذا الصدد نقلت وكالة الاخبار الإيطالية انسا عن الوزير تشديده على "ضرورة التوصل الى الحقيقة والعدالة الكاملين في العراق وقلقه من عواقب احتمال تنفيذ حكم الاعدام على عملية المصالحة الوطنية الصعبة في العراق".

منظمة هيومن رايتس ووتش للدفاع عن حقوق الإنسان دعت الحكومة العراقية الي عدم تنفيذ حكم الإعدام في صدام، معتبرة ان محاكمة الرئيس العراقي السابق بجرائم ضد الانسانية كانت مشوبة بالمخالفات. وقال ريتشارد ديكر مدير القضاء الدولي في هيومن رايتس ووتش ان فرض عقوبة الإعدام التي يتعذر الدفاع عنها في كافة الأحوال، خطأ بعد محاكمة تميزت بكثير من الظلم .

- وكالات