رئيس الوزراء يجتمع مع قيادة اتحاد الكرة على خلفية تداعيات خليجي 16
السبت, 24-يناير-2004المؤتمر نت-ريام محمد مخشف - ناقش الاجتماع الذي عقد اليوم برئاسة رئيس الوزراء عبد القادر باجمال وضم كل من وزير الشئون الاجتماعية والعمل ووزير الشئون القانونية ورؤساء اللجان المختصة في مجلسي النواب والشورى والمختصين في وزارة الشباب والرياضة أعضاء اللجنة المشكلة من اللجنة الأولمبية إضافة الى رئيس وأعضاء الهيئة الإدارية للاتحاد اليمني لكرة القدم الملابسات والإشكاليات المتعلقة بمشاركة المنتخب الوطني الأول لكرة القدم في خليجي 16 التي أقيمت بالكويت ، واحتل المنتخب اليمني المركز الأخير فيها بنقطة يتيمة حصدها من تعادله مع سلطنة عمان .
وفي الاجتماع وجه رئيس الوزراء على ضوء التقارير المقدمة من اتحاد الكرة ووزارة الشباب والرياضة باتخاذ جملة من التدابير والإجراءات الهادفة إلى معالجة تلك لإشكاليات وتعزيز الجهود الرامية إلى تحسين الأداء الرياضي في مختلف الألعاب الرياضية وخاصة كرة القدم.
وأمر باجمال بضرورة عقد اجتماع طارىء للجمعية العمومية للاتحاد اليمني لكرة القدم لمناقشة التقرير المقدم من قبل رئيس الاتحاد حول مشاركة المنتخب الوطني في خليجي 16 وذلك وفقاً للوائح والأنظمة السارية وتحت إشراف كل من وزيري الشئون الاجتماعية والعمل والشئون القانونية وبحيث يتم الإعلان عن هذا الاجتماع من قبل الهيئة التنفيذية وبموافقة وزارتي الشباب والرياضة والشئون الاجتماعية وحسب ما نصت عليه اللائحة.
وأحال رئيس الوزراء التقرير المقدم من قبل رئيس الاتحاد إلى رئيس اللجنة المكلفة من قبل اللجنة الاولمبية لتواصل التحقيق في الموضوع وفقاً .. كما وجه رئيس الوزراء وزارة الشباب والرياضة إلى استدعاء عدد من الخبراء والمستشارين المتخصصين من اجل إعادة الهيكلة والتنظيم الإداري والمؤسسي فيما يخص الجانبين الشبابي والرياضي ووفقاً لأحدث النظم والتقنيات الإدارية .. إضافة إلى إعداد استراتيجية متكاملة للنشاط الرياضي من كافة جوانبه، وعلى ان تدعو الوزارة إلى عقد مؤتمر رياضي واسع يناقش اتجاهات الاستراتيجية ويقرها لما فيه تطوير مستوى الأداء في مختلف الألعاب الفردية والجماعية.. وكذلك إحالة التقرير المقدم من قبل رئيس الاتحاد إلى رئيس اللجنة المكلفة من قبل اللجنة الاولمبية لتواصل التحقيق في الموضوع وفقاً لقرار مجلس الوزراء بهذا الشأن المتخذ في جلسته المنعقدة بتاريخ 13 يناير الجاري مع التأكيد على ان يتولى الجهاز المركزي
للرقابة والمحاسبة التحقيق في اية اختلالات مالية أو خر وقات سواء في الاتحاد أو الوزارة.
وفيما يتعلق بالمشاركات الخارجية المقبلة أكد رئيس الوزراء على أهمية استمرار اتحاد الكرة اليمني في المشاركات الخارجية وعلى ان تبذل كل من الوزارة واللجنة الاولمبية والاتحاد أقصى درجات التعاون فيما بينها والتنسيق الكامل لما فيه المصلحة الوطنية العليا وإيقاف أية أفعال من شأنها الإخلال او الأضرار بمسار العملية الرياضية او خلق أي إشكاليات تجاه مشاركة اليمن في الفعاليات الرياضية الخارجية ، وعلى ان توفر الوزارة الموازنة الخاصة بنفقات المشاركة في تصفيات كأس العالم القادمة وغيرها من المشاركات الخارجية القادمة لما فيه حسن الإعداد وذلك من اجل عكس صورة مشرفة للرياضة اليمنية وتعزيز فرص الاستفادة من هذه المشاركات بما يزيد
في الخبرة وتعميق التجربة وتطوير الألعاب الرياضية المختلفة وتحسين الأداء.
وعلم (( المؤتمر نت )) من مصادره الخاصة بوزارة الشباب والرياضة ان مقدار الدعم الذي قدمته الوزارة لاتحاد الكرة منذ توليه القيادة قبل أربع سنوات ما يقارب مليار ريال يمني أي ما يعادل ستة ملايين دولار ، خلافاً إلى تحمل الوزارة تكاليف صفقة التعاقد مع المدرب اليوغسلافي ميلان التي تعتبر الأعلى والأغلى في تاريخ الكرة اليمنية حيث حصل ميلان على 85 الف دولار مقدم عقد وراتب شهري يبلغ 15000 الف دولار .. وذلك رداً على تبرير اتحاد الكرة اليمني بان سبب أخفاف المنتخب في خليجي يعود إلى عدم وجود الدعم المادي الكافي من قبل الوزارة .
الى ذلك أثارت الاستقالة المفاجئة التي قدمها وزير الشباب والرياضة عبد الرحمن الأكوع يوم الأربعاء الماضي لرئيس الحكومة احتجاجا لعدم تشكيل الحكومة لجنة لمساءلة ومحاسبة قيادة اتحاد الكرة في اليمن على خلفية النتائج المخزية التي حصدها منتخبنا الوطني في أول مشاركة له في بطولات الخليج .. أثارت ردة فعل قوية لدى الأوساط والقيادات ورؤساء الاتحادات الرياضية والشبابية في اليمن التي تضامنت مع الوزير الأكوع .. وطالبته بالعدول عن الاستقالة لان قبولها سيكون له نتائج وخيمة على الرياضة اليمنية التي شهدت في عهده تطور ملحوظا وبينت تلك القيادات الرياضية التي توافدت بإعداد كبير إلى منزل الوزير اليمني أمس معلنة مساندتها ودعمها الكامل لكل قراراته .. إلى أنه كان ينبغي على قيادة اتحاد الكرة اليمني تقديم الاستقالة وعدم التمسك بالمناصب ، وليس الوزير الذي اظهر شجاعة كبيرة في تقديمه الاستقالة لكي يبرهن أنه لا خوف من تحمل المسؤولية .
وتأتي استقالة الوزير الاكوع على خلفية الخلاف الذي احتدم بينه وبين قيادة اتحاد الكرة ، ولاسيما انه قد هدد باقالة الاتحاد وفقاً لصلاحياته كوزير للشباب والرياضة وتشكيل لجنة مؤقتة بدلاً عنه ضمن إجراء الانتخابات .
وتصاعدت حدة الخلاف مطلع الأسبوع الماضي عندما دعا الاتحاد أعضاء جمعيته العمومية لاجتماع استثنائي ، وتم إلغائه بتوجيهات عليا صدرت من الرئيس اليمني كما تردد ، وخاصة وانه مخالف للوائح وأنظمة الاتحادات الرياضية مما أوحى بانفراج ألازمة التي تشهدها الساحة الرياضية الكروية اليمنية لأول مرة في تاريخها ، الا ان الوزير اليمني ظل مصراً على اقالة الاتحاد باعتباره يتحمل المسؤولية كاملة عن الإخفاق في خليجي 16.
وعلم موقع (( المؤتمر نت )) ان وزير الشباب والرياضة رفض مقترحاً توفيقياً لحل الخلاف بينه واتحاد الكرة، تقدم به عضو البرلمان الخضر العزاني رئيس اللجنة المكلفة من الوزير الاكوع بالتحقيق مع اتحاد الكرة ، ويتضمن
الاقتراح إصدار قرار بإقالة الاتحاد وفي الوقت نفسه تكليف محمد عبداللاه القاضي بتشكيل لجنة مؤقتة برئاسته تقود اتحاد الكرة حتى موعد الدورة الانتخابية للأندية والاتحادات الرياضية منتصف العام الحالي ، الا ان الوزير
رفض المقترح رفضاً قاطعاً وأصر على إقالة الاتحاد او تقديم استقالته.
وزاد من تصاعد حدة الخلافات والصراع بين الوزير الاكوع وقيادة اتحاد الكرة اليمني عندما هدد الأخير بأنه سيلجأ إلى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في حال إصدار الوزير قراراً بإقالة المجلس الإداري للاتحاد، على اعتبار انه منتخب من قبل الجمعية العمومية وهي وحدها صاحبة الحق في سحب الثقة منها .
وذكرت مصادر رياضية ان ان أطرافا أخرى حاولت التدخل للتوفيق بين الوزير ورئيس اتحاد الكرة، وان البعض بدأ يصور القضية وكأنها خلاف شخصي بين الاكوع والقاضي، مما دفع الوزير إلى تقديم استقالته لإتاحة الفرصة أمام مجلس الوزراء للتحري بدقة وحياد لمعرفة الأسباب والجهة
المسئولة عن الإخفاق اليمني في خليجي 16 ومحاسبته كمطلب شعبي عام، وليس رغبة شخصية.
وأكد مراقبون ومحليين رياضيين ان مساءلة اتحاد الكرة مطلوبة وضرورية، الا أنهم في الوقت ذاته يعتقدون أن الوقت غير مناسب لإقالته حالياً، وان ذلك ليس في صالح الكرة اليمنية، لا سيما وأنها مقبلة على استحقاق خارجي هام يتمثل في تصفيات كأس العام 2006م، التي ستبدأ في 18 فبراير القادم. ويرى هؤلاء ان الفترة القصيرة التي تفصلنا عن موعد تصفيات كأس العالم لن تساعد اي لجنة مؤقتة قادمة على إعداد المنتخب، على الأقل لحفظ ماء الوجه، مما يستدعي إتاحة الفرصة أمام الاتحاد الحالي حتى موعد الانتخابات القادمة، ومن ثم محاسبته على فترة عمله كاملة وإجراء تغييرات شاملة وجذرية في مجلسه الإداري.